الشاعرة نهاد الحايك
أقَعُ كثمرةٍ أنضَجَها الألَـم،
مُنسَكِبَةً مع دمِ الرفاق،
وبي من نسغ جذوري مرارة.
لا الأرضُ، ولا الغيمُ، ولا النجمُ وطني،
لا الصخرُ، ولا الشمسُ، ولا الشجرْ.
وطني العمرُ ونشوةُ الـجَناح،
حَـمـلتُ نارَهُ ورمادي،
رحَلتُ عنه وأنا فيه،
نـحو بداياتٍ أُخَرْ.
لو أنِّـي أعودُ بعدَ انطفائي
بيضاءَ الذاكرة من فَحيحِ اللَّعنــة،
من قاماتٍ راقدةٍ في الرَّخيصِ الخشبْ،
من مَواويلِ النَدْبِ في عُرسِ التراب،
من أرضٍ عروسٍ مُكَلَّلةٍ باللَّهَبْ!
لو أنِّـي أعودُ بيضاءَ الذاكرة
من عُروشٍ نُصِـبَتْ على خشب النُعوش،
من صُراخٍ لم يَـثـقُب غيرَ صُدورِ الصارخين،
من لــغــةٍ مُكـبَّلــةٍ بـما لا يُقال!
لو أنِّـي أعودُ بعدَ انطفائي
مُـجَــرَّدةً من كُلِّ صوت،
أصْـرُخُكِ أرضي…
ولن أتـلَـعـــثَمْ.
*****