الروائي واسيني الأعرج
ها قد وصلت أخيرا يا بحر، امنحني رضاك وصدرك. كل الأوقات التي عطلتني عنك، انسحبت ولم يبق إلا هسيسك. سمعتك تهتف باسمي في الخفايا، كما في طفولتي الهاربة. لم أسأل أحدا غير قلبي.
ثم أغمضت عينيّ وركبت موجة المستحيل، ثم تركتها تمضي بي نحوك. من طائرة لطائرة. ومن قارب لقارب. ومن جسر لجسر، ومن خوف لخوف، ومن حنين لآخر حتى وصلت أليك.
البارحة جلست أخيرا برفقتك. تنفست قليلا عطر نباتك، وصدف السواحل. كم كنّا وحيدين أمام البياض ودفء الشجن؟ منحتني كما سيدنا المسيح جسدك وقلتَ لي ما قالته زليخة لنبيها، في عز عشقها: هيتَ لك. شربتُ من مائك. أكلتُ من ملحك السخي. ولبستُ قليلا من زرقتك وخفايا ألوانك، وحفظتُ عن ظهر قلب أسفارك.
لا قوة في الدنيا، لا الرياح ولا عواصف الرمل ولا مطر المواسم القلقة، تمنعني من سماع ندائك. أحبك يا يا مولاي وسيدي، ولا سلطان لي عليك إلا سلطان.
(3/ 7/ 2015)
*****
(*) امرأة_سريعة_العطب