الكاردينال الراعي للشبيبة:أوصيكم بالحفاظ على جنسيتكم نرفع صلواتنا لكي يمس الله ضمائر أمراء الحروب في المنطقة

رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، افتتاح “المنتدى العالمي للشبيبة raii- shabibaالمارونية”، بدعوة من مكتبي شؤون الإنتشار وراعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونية، في حضور السفير البابوي غبريالي كاتشا ولفيف من الاساقفة والكهنة والراهبات وحشد من الشبيبة من الابرشيات اللبنانية والأبرشيات في بلاد، قبل ظهر اليوم في قاعة محاضرات بيت عنيا – حريصا.

 بعد النشيد الوطني وعلى وقع التراتيل أدخل عدد من الشبيبة ذخائر القديسين: شربل، نعمة الله، رفقا واسطفان الى القاعة، ليرفع بعدها البطريرك الراعي الصلاة ويبارك المؤمنين. بدورها رفعت مجموعة من الشبيبة من ابرشيات الإغتراب الصلوات بلغات مختلفة تلتمس فيها نعمة الله وبركته “لحفظ هذه الشبيبة وجعلها تتجذر اكثر فأكثر في بلد الارز لبنان”.

وقدم للاحتفال الإعلامي ماجد بوهدير مستشهدا بما قاله البطريرك عن الشباب في اول تغريدة له: “أيها الشباب الأعزاء، ارى فيكم امل الكنيسة ومستقبلها ونتطلع اليكم كقوة تجددية فيها وفي المجتمعات حيث تعيشون”.

 واضاف: “أمامكم سيدنا اليوم هذا الأمل النابض للكنيسة، انهم رسل منتشرون في بلاد الأرض وخميرة مزروعة تعطي نكهة، طعمها من طعم لبنان وطن الرسالة. انهم قوة تجددية للعنصرة الجديدة في الكنيسة التي بدأت مع غبطتك منذ اربعة اعوام. والمؤكد ان حضور الشبيبة اليوم على ارض الوطن الأم هو خير تجسيد لإفتخار لبنان والكنيسة بهم والثقة بانهم سيكونون، كما وصفهم القديس يوحنا بولس الثاني، حراس الصبح المؤتمنين على شروق شمس الحقيقة اينما كانوا” ،لافتا الى انه “ليس بالأمر السهل الوقوف اليوم امام 140 شابا وصبية يمثلون لبنان من الأبرشيات المارونية ال28 في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار وعبرهم ستعزز التواصل مع كل الشبيبة في العالم”.

 بوهدير

ثم القى منسق مكتب رعوية الشبيبة الخوري توفيق بوهدير كلمة رحب فيها بالحضور وب”الشبيبة الآتين من ابرشيات الانتشار: الأرجنتين، البرازيل، مكسيكو، لوس انجيلوس، بروكلين، كندا، باريس، قبرص، مصر والسودان، افريقيا، سيدني، الاراضي المقدسة والأردن، دمشق، اللاذقية وحلب، اضافة الى الأبرشيات ال13 من لبنان وهي: صور، صيدا، زحلة، بيروت، انطلياس، نيابة صربا، نيابة جونيه، نيابة الجبة، دير الأحمر، جبيل، البترون، اهدن، زغرتا وطرابلس”، وقال:”بفرح كبير وبفخر نقف هذه الوقفة مع شبيبتنا التي تأتي من كل أبرشيات العالم، كي نتوج مسيرة تحضير دامت سنة لهذا المنتدى العالمي الأول للشبيبة المارونية في لبنان.raii-shabiba 1

نحن نلتقي أبرشيات مارونية في المنتدى الماروني ليس للتقوقع، ونحن لسنا كنيسة منغلقة، نحن نعود إلى الجذور لننهل منها، والتعمق بهوية كنيستنا وأصالتها وروحانيتها، لأن من لا يعرف نفسه لا يستطيع أن يمد جذورا إلى الآخرين. نعود لنتجذر في هذه الأصالة، لنعيش الحقيقة المسكونية مع إخوتنا الشبيبة في كل الكنائس، ونكون حقيقة كل الكنائس واضالتها. ومن أجل أن نبني معا جذورا نمدها إلى إخوتنا شركاء أوطاننا المسلمين وباقي الأديان وهذا ما يعنيه هذا المنتدى. جئنا اليوم على ضوء التاريخ والأصالة وروحانية قديسينا الموارنة لنأخذ معا آفاقا للمستقبل”.

وأضاف: “هذا اللقاء بدأ بزيارات حج إلى الأماكن الدينية والروحية وينابيع القداسة في وطننا، وقد استضافت فيه شبيبتنا شبيبة الإنتشار في بيوتهم. كل شيء زرع اليوم، سيزهر غدا، في قلوبكم، فأنتم الخميرة التي ستكون خميرة شبكة التواصل هذا”.

 الفرخ

 بدوره، شدد منسق مكتب شؤون الإنتشار الأب لويس الفرخ على “دور هذه الشبيبة لأنها امل الكنيسة ومستقبلها”، مشيرا الى “الحماسة الملفتة لديهم للمشاركة في هذا المنتدى الهادف الى تعميق معرفتهم بجذورهم المارونية واقامة علاقات قوية مع كنيستهم الام”. بعدها قدمت لوحات تعبيرية وفولكلورية راقصة وكان إنشاد للتينور ايليا فرنسيس.

 الراعي

وفي الختام، ألقى البطريرك الراعي كلمة حض فيها شبيبة الإغتراب على “التمسك بجنسيتهم اللبنانية”، ودعاهم الى “التعاون مع كل المؤسسات التي تساعدهم ليسجلوا زواجاتهم وولاداتهم ووفياتهم “لأننا جميعنا نرحل أما الأرض فباقية”.shabiba

 وقال: “شكرا لشبيبية الإنتشار وشبيبة لبنان. لقد شعرنا بقوة كبيرة اعطيتمونا اياها انتم الذين جئتم من كل الأبرشيات لتلتقوا شبيبتنا في لبنان. وبما ان الشعار الذي يجمعنا هو الأرزة، اقول لكم ان هذه الأرزة بحاجة إلى أغصانها المنتشرة، كي تأخذ منها القوة. جميعنا يعرف أن هذه القوة متبادلة، تأتي من قلب الجذور. ولكن الشجرة تأخذ قوتها ايضا من أغصانها. لقد زدتمونا إيمانا بلبنان وبأوطاننا في هذا العالم المشرقي الذي يمر بصعوبات كبيرة”.

وبعد توجيه تحية شكر الى “قداسة البابا فرنسيس عبر السفير البابوي غبريالي كاتشا”، اكد ان “قداسته قد أسر كل القلوب ببسمته البسيطة وبحياته على مثال القديس فرنسيس”.

 وأضاف:”نحن فثي حاجة إلى بعضنا البعض. لقد بدأنا هذا اللقاء بالقديسين من كنيستنا، وكان أولهم الإخوة المسابكيون الذين قتلوا في دمشق أمام المذبح عام 1860، وصولا إلى القديسين الذين بدأوا مع مار شربل. وجميعكم يعرف إن البابا الطوباوي بولس السادس، وبعمل نبوي كبير، أراد أن يختمم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بتطويب القديس شربل في حضور كل مطارنة العالم الموجودين في المجمع، وأراد أن يظهر بنظرة بنوية قيمة كنيستنا وشرقنا، وسطع مار شربل في هذا العالم كله.

 ثم دخلنا المرحلة الصعبة عام 1975، مرحلة الحرب التي، وللأسف، لم تنته. إنتهت الحرب العسكرية ولكن لم تنته الحرب الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية. اضف الى ذلك تأثرنا بحروب المنطقة اليوم. نحن نرفع صلواتنا هذه الأيام كي يمس الله ضمائر أمراء الحروب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين ومصر وليبيا. وفي المرحلة التي كنا نمر بصعوبات في لبنان، كانت السماء تحاكينا. ففي عام 1978 كان تقديس مار شربل وكرت السلسلة: القديسة رفقا والقديس نعمة الله والأخ إسطفان والطوباوي أبونا يعقوب. وفي الوقت نفسه، كانت السماء تحاكينا وتقول لنا لا تخافوا، هذه الأرض هي أرض القداسة وهذه ارضنا المشرقية التي قال عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني حبيب شبيبتنا في الإرشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط”، لقد قال: “هذه الأرض في الشرق الأوسط اختارها الله، أرضا مباركا كي يتجلى عليه كل سره، من العهد القديم وصولا إلى المسيح، وهنا ركز وقال: هنا ابن الله صار إنسانا. إختار فتاة من الناصرة من هذه الأرض المشرقية، هنا أعلن إنجيله، وهنا السماء نزلت على الأرض، هنا ارتفع صليب الفداء، من هنا اشرق نور القيامة، وهنا حل الروح القدس، من هنا انطلقت الكنيسة، ولذلك كان البابا فرنسيس يردد منذ خطابه الأول انه: “لا يمكن أن نتصور ونتخيل ونقبل شرق أوسط من دون المسيحيين”.shabiba 4

 وتوجه البطريرك الى الشبيبة: “أنتم أبناء كنيستنا المارونية، ومجيئكم إلى هنا له قيمة كبيرة جدا، ليس فقط بالنسبة اليكم لأنكم تعودون إلى الوطن الأساسي والروحي، وتكتشفون تراثنا وتقاليدنا، وتحملونها إلى المجتمعات التي انتم منها هكذا نكون كموارنة ولبنانيين مشرقيين نحمل معنا للعوالم التي استقبلتنا، تراثنا، ونساهم روحيا وأخلاقيا واجتماعيا وكنسيا في قيامة المجتمعات التي ذهب اليها أجدادكم وأجدادنا وعاشوا فيها بكرامة. لقد زرنا تقريبا كل أبرشياتنا التي جئتم منها. لم نكن نسمع من السلطات الكنسية والمدنية إلا كل تقدير للموارنة، واللبنانيين والمسيحيين من هذا الشرق. كلهم تقريبا انطلقوا من الصفر ووصلوا إلى القمم. هذه شهادة جميلة نسمعها من السلطات أنهم يساهمون مساهمة كبيرة في نمو بلادنا على كل المستويات. ويفرحنا كموارنة وكمسيحيين أن تساهم شبيبتنا أيضا في بناء هذه المجتمعات، وألا لاتكون مساهمتنا فقط على المستوى الإقتصادي والطبي والهندسي والإعلامي والثقافي والسياسي، ولكن ايضا أن نساهم على المستوى الروحي والأخلاقي والكنسي.

 نحن نفتخر بكم، وعندما تأتون إلينا نشعر بأنكم تقولون لنا اثبتوا هنا، لأنه هنا نريد أن نوصل الرسالة التي نحملها. أثبتوا هنا وتجذروا مثل هذه الأرزة وابقوا ثابتين كي تظلوا تعطونا روحانية مار مارون والقديسين، ونحن أيضا كوننا متجذرين هنا، نحن في حاجة اليكم حتى نثبت ونبقى على كل المستويات. القديسون الذين ذكرتهم هم ايضا يشكلون علامة تجذر في هذه الأرض وانطلقوا إلى العالم. يكفي ان نفكر كيف ان مار شربل دخل إلى قلوب البشر في كل العالم، هذا هو الإنتشار الذي تعيشونه. أتمنى لكم إقامة طيبة في لبنان بشفاعة القديسين، وان تعودوا إلى بلادكم وأوطانكم حاملين فرحا كبيرا أنكم أتيتم إلى أرض أجدادكم، وأنكم أخذتم من روحانيتها وتاريخها، ومن قيمها وبذلك تفاخرون بأنكم لبنانيون”.shabiba 2

 وختم: “أريد ان أوصيكم وصية كبيرة، حافظوا على قيد نفوسكم في السجلات اللبنانية. تعاونوا مع المطارنة ومع البعثات الديبلوماسية ومع مكاتب الإنتشار ومع كل مؤسساتنا التي تساعدكم لكي تتمكنوا من تسجيل نفوسكم وولاداتكم وزيجاتكم ووفياتكم. وبذلك تحافظون على جنسيتكم. أنتم تعرفون أن هذا العالم هو تاريخ يسير، وكلنا نتغير ونطوي الصفحة ونرحل، ولكن الأرض تبقى. من المهم أن تحافظوا على جنسيتكم وعلى قطعة أرض صغيرة، وعلى حقكم المدني الذي يجب أن تمارسوه في لبنان.

 لا أحد يعرف كيف سيكون الغد. حافظوا على هذه الوديعة، وشجعوا بعضكم أن تتسجلوا. واكثر ما يؤلمني هو عندما يشطب اللبنانيون المنتشرون وكأنهم ماتوا، انهم أكبر أحياء يملأون الكون، لا تكونوا مشطوبين عن لوائح نفوسكم هذا هو طلبي منكم”.

اترك رد