احتفلت الكاتدرائية المريمية بدمشق بعيد الرسولين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الأنطاكي وذلك بقداس إلهي مهيب ترأسه بطريرك اكطاكيا وسائر المشرق للروم الاورثوذكس يوحنا العاشر يازجي، عاونه في الخدمة المطارنة دمسكينوس منصور (البرازيل)، جورج أبو زخم (حمص)، إغناطيوس الحوشي (فرنسا) وغطاس هزيم (بغداد والكويت) والأساقفة موسى الخوري، لوقا الخوري، نقولا بعلبكي، إغناطيوس سمعان وغريغوريوس خوري ولفيف الآباء الكهنة والشمامسة.
وتطرق يوحنا العاشر في عظته إلى “معنى العيد مذكرا بهامتي الرسل بطرس وبولس والذي يرتبط اسمهما باسم الكرسي الأنطاكي وبكنيسة أنطاكية”، وتوجه بالمعايدة القلبية لكل “أبناء الكرسي الأنطاكي وطنا وانتشارا وخص بالمعايدة والصلاة مطران حلب بولس يازجي المخطوف منذ أكثر من عامين وسط صمت دولي معيب ومطران استراليا بولس صليبا وكل من يدعون باسم هامتي الرسل بطرس وبولس”.
وشدد على “أهمية الوقوف صفا كنسيا واحدا وخصوصا في هذه الأيام الصعبة”، مؤكدأ أن “الجميع مدعو ليتمثل بمقولة بولس الرسول من يضعف ولا أضعف أنا، والتي تحمل بين ثناياها جلا من المعاني والمفاهيم الكنسية، فالوحدة الكنسية بالدرجة الأولى هي تحسس الأخ لما يصيب الأخ الآخر. وهي تنطلق من الوحدة في الإيمان لتصل إلى مستوى الأخوة والوقوف صفا واحدا. وهذه الوحدة تعاش على كافة المستويات، أنطاكيا وأرثوذكسيا ومسيحيا. وهذه الوحدة لا تعني مجرد الانغلاق على الذات بل اتحادا بين أبناء الإيمان وانفتاحا على الآخرين في آن، وأكد أن كنيسة أنطاكية بكل أبنائها مدعوة أن تشهد للحق كبطرس وهي مدعوة أن تضع كل رجائها الوثيق أن أبواب الجحيم لن تقوى على كنيسة المسيح مهما اشتدت الصعاب على أرضها الأولى”.
وتطرق إلى “المجمع الأنطاكي الأخير الذي انعقد في البلمند، وشرح أهمية المجامع في الكنيسة والتي تجمع كل الأبرشيات وتجمع هموم الجميع وآمال الجميع وذلك عبر المطارنة أعضاء المجمع وذلك في أجلى تعبير عن الوحدة الكنسية، عارضا “للروح الأخوي السلامي بين آباء المجمع”.
وأكد أن “المجمع بالدرجة الأولى هو المجس الأول والأخير لكل حاجات أبناء الكنيسة وآباء المجمع هم أولا وأخيرا من هذا الشعب وإليه”.
وشرح يازجي “حيثيات وتداعيات الخلاف مع البطريركية المقدسية”، معتبرا ان “البطريركية الأنطاكية اضطرت مرغمة على قطع الشركة الكنسية بعد انتهاجها واستنفادها لكل الحلول السلامية”. وفيما يختص بتداعيات القرار شرح ب”مفاعيل القرار الذي يشمل حصرا الاكليريكيين بحيث لا يمكنهم الاشتراك في أي خدمة يترأسها أو يشارك فيها إكليريكيون من البطريركية المقدسية، وهو لا يتناول أبدا العلمانيين الأنطاكيين والذين يمكنهم المشاركة في القداديس والمناولة والأسرار المقدسة”.
وختم بـ “الصلاة من أجل السلام في سوريا والاستقرار في لبنان ومن أجل عودة المخطوفين والمهجرين وتعزية كل من هم في ضيق وشدة”.
وفي نهاية القداس خرج البطريرك والمطارنة بموكب وراء كشاف المريمية إلى الدار البطريركية واستقبل المؤمنين.