أطلق وزير الثقافة المحامي ريمون عريجي، بالتعاون مع المعماري اندره بخعازي عميد الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة “البا” المتحف الوطني الافتراضي للفن الحديث. واقيم للمناسبة حفل استقبال في المتحف الوطني في بيروت.
بخعازي
بداية ترحيب وتعريف من الإعلامي روبير فر نجيه، ثم كانت كلمة المعماري اندره بخعازي الذي اعرب عن فخره كمواطن لبناني وكعميد كلية “البا” بأن يكون ممثلا في وزارة الثقافة عبر رجل كريمون عريجي، حيث الطاقة والإيمان بالثقافة والتفاني في خدمة البلاد، ما يدفع الى الاستمرار في خوض النضال اليومي من اجل انتصار المعرفة على الثقافات القاتلة، شاكرا اختيار اكاديمية “البا” كشريك في مشروع طموح للمتحف الوطني، ولافتاً الى ان وزارة الثقافة رغم الإمكانات المتواضعة التي لديها، إلا أن الوزير ريمون عريجي يريد التغلب على النقص في عدم وجود متحف للفن الحديث في لبنان عبر اطلاق هذا الموقع لجعل اللوحات والمنحوتات التابعة للدولة اللبنانية متاحة للجمهور، عبر جهود مشتركة من وزارة الثقافة وجامعة “الالبا” ما يسمح بجولة افتراضية كاملة الى حد ما على الكنوز من المجموعات الفنية اللبنانية.
واضاف ” الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتي بدأت هنا من قبل الوزير عريجي هي دليل صارخ على ان الاحتمالات لا تزال مفتوحة، على الرغم من الظروف الصعبة، امام الرجال من ذوي النوايا الحسنة الذين يعكسون ما يجب ان تكون عليه خدمة الدولة وخدمة المواطن”.
وتحدث بخعازي عن “الالبا” التي استمرت منذ ولادتها في عام 1937 بحمل عاليا شعلة فنون المسرح والموسيقى والفنون البصرية والعمارة والفنون الزخرفية، ثم في وقت لاحق السينما، ومؤخرا الفن المعماري وهي شاهدة على تطور الفنون في لبنان وحول العالم.
وختم: “من خلال هذا المشروع المشترك مع وزارة الثقافة، تؤكد “ألبا” مرة أخرى صدق التزاماتها بالتطور على الدوام، والبحث عن فكرة معينة حول الحقيقة والفن والجمال”.
نحاس
بعد ذلك تحدت باسم جامعة البلمند نيابة عن رئيسها الدكتور إيلي أديب سالم نائب الرئيس للتخطيط والعلاقات الأكاديمية جورج ن. نحاس، الذي اعتبر ان تجاوب الجامعة مع رغبة الوزارة لاطلاق المتحف الافتراضي ووضع الامكانيات بتصرفها هو واجب وطني متعدد الوجوه ويدخل في صلب رؤية الجامعة لدورها في المجتمع ولكونها داعمة للابداع الفني، مشيراً إلى “أن الجامعة التي تحصر همها برؤية تقليدية للعلم تخسر ما يجعلها تحضر المستقبل، وتفوت عليها وعلى شباب اليوم فرصة المساهمة في صياغة حضارة الغد”.
أضاف: “كمؤسسات جامعية خاصة، نحن مدعوون لتحمل مسؤولياتنا الوطنية، إسوة بالجامعة الرسمية، لذلك نتكامل مع القطاع العام لتلبية كل الحاجات التي يتطلبها نمو المجتمع وارتقاؤه. لم ولن نوفر جهدا في دفع هذا التعاون إلى أقصى حدوده. هذا الحدث لا يقتصر على نشاط ثقافي عادي، لأنه لا يأتي في زمن عادي، ولا يأخذ شكلا عاديا، اذ يأتي إطلاق هذا المتحف الافتراضي في وقت يكثر فيه المشككون بلبنان، وبديمومته، وبحقه في الوجود، لكن اجتماعنا اليوم إعلان واضح بأن الشعوب لا توحدها السياسة بل إرادة البقاء”.
تابع:” أنتم اليوم، يا معالي الوزير، بهدوء ورصانة، تعلنون للعالم، وليس فقط للمجتمع اللبناني، أننا جماعة تصنع غدها كما صنعت ماضيها، وأن طموح أبنائها لن يتزعزع، وهو الكفيل بصون أساسات البيت”.
واشار إلى أن “الفنانين في المتحف الافتراضي هم نسيج لبنان اذ لن يسأل أحد في العالم عن طائفة أحدهم، أو حتى عن إيمانه لان هويته هي أنه لبناني فذ، أبدع وحمل لبنان في قلبه ونقله إلى العالم”، لافتا الى “ان وضع وزير الثقافة أعمال هؤلاء الفنانين في متناول العالم بأسره هو اعلان مساهمة لبنان في الحضارة تماما كما ساهم أجدادنا فيها على طريقتهم”.
وختم موجهاً التحية لعريجي لما لديه من رؤية وثبات في سبيل رفع شأن الثقافة في لبنان، معتبراً “أن الأمر لم يقتصر على هذا الحدث فحسب، بل من خلال الاهتمام بعدد من الأمور التراثية، وبالمكتبة الوطنية، وبالآثار ما يجعله مثالا يحتذى، ويمكن أن ينظر إليه شباب الغد ويقولون: هذا بلد يستحق أن نبقى فيه، ونخدمه، ونضحي من أجله”.
عريجي
بعد ذلك كانت كلمة وزير الثقافة ريمون عريجي قال فيها:” نحتفل اليوم بإطلاق المتحفْ الوطني الافتراضي للفن الحديث. هو موقع الكتروني، تضعه وزارة الثقافة في لبنان بتصرف الجمهور اللبناني – العربي – العالمي للاطلاع على الحركة التشكيليةْ اللبنانية ومساراتها عبر عشرات السنين، من خلال مقتنيات وزارة الثقافة.
لعل من أهداف هذا المتحف الافتراضي، تعريف العالم والجاليات اللبنانيةْ المنتشرة في مهاجر الأرض، بالفن التشكيلي في وطنهم الأم وفي ذلك توطيد لأواصر الانتماء للجذور عبر الثقافة! وهنا لا بد من التنويه بابداعات فنانينا اللبنانيين الذي تجاوزوا حدود لبنان الى افاق العالمية ودخلت أعمالهم متاحف العواصم الكبرى ونستذكر جبران وعواد وفروخ والدويهي وغيرهم كثر وكلهم مفاخر لبنانية .
هذا المتحف الافتراضي هو بادرة رائدة في لبنان، تعتز وزارة الثقافة بإطلاقها، لنشر ثقافة اللون والخط والحجم وتعبيرات القماشة، فالفنون عامة، شكل من وجوه المقاومة الثقافية التي عبرها، ننبذ الأحقاد والتحجر والسلفيات المدمرة في هذا الزمن الصعب، ارتقاء نحو إنسانية المجتمع.
هذا المتحف الافتراضي، الذي يسكن شاشاتكم وتحمله اجهزة التقنيات، رحلة ثقافية ممتعة، يتعرف الجمهور خلالها على نتاج المدارس والاتجاهات الحداثية الفنية، بالإضافة الى النصوص والتراجم باللغة العربية والفرنسية والانكليزية وستضاف قريبا اللغة الإسبانية لإيصال المضمون الى أكبر عدد ممكن من الجاليات والشعوب…
يشكل هذا المتحف الافتراضي، ذاكرة توثيق للفن اللبناني، في مراحل اختماره، ويبرز تفاعل الفنانين اللبنانيين، مع تجارب الفن العربي الاوروبي والعالمي عامة، وقد افرد المتحف الافتراضي، حيزا لاعمال الفنانين الواعدين، ايمانا بدور الطاقات الشابة في تجديد المسيرة الفنية، وخصصنا زاوية للمقتيات الفنية، الخاصة بالافراد، الراغبين بعرض كنوزهم من رسم ونحت، كفعل شراكة بين المواطن والدولة في تحسس المسؤولية للخير العام.
هذا المتحف، في حال تطور دائم، لاستيعاب الاعمال القديمة والنتاجات الجديدة التي تصلنا، على السواء، لأنه منصة الفعل الثقافي الفني والذاكرة المستدامة”.
بعد ذلك تم عرض الان بروناس مدير قسم الفنون الغرافكية والدعاية والاعلان، وكلارا مكرزل مسؤولة في قسم التواصل في “الالبا” المتحف الوطني الافتراضي، ليختتم الاحتفال بكوكتيل على شرف المشاركين.