بدعوة من مؤسّسة الفكر اللُّبنانيّ في جامعة سيّدة اللويزة عُقدت ندوة حول الفيلسوف شارل مالك تكلّم فيها الكاتب والديبلوماسي سيسيل حوراني وحاوره الباحث الأستاذ طوني نصرالله. استُهلّت الندوة بكلمة رئيس الجامعة الأب وليد موسى الذي تناول نشاطات مؤسسة الفكر اللبنانيّ وأهدافها إلى جانب مشاريعها المستقبليّة والتي تتمحور حول مفكرين من لبنان منذ القرن السابع عشر حتى اليوم.
ثم عرّف رئيس المركز د. أمين ألبرت الرَّيحاني بالمحاضر سيسيل حوراني مشدّدًا على دوره الدبلوماسي والثقافي خاصّة حين كان حوراني مستشارًا للرئيس التونسي الحبيب بورقيبه، ومؤسّسًا للمركز الثقافي الدولي في تونس، ورئيسًا لمكتب الشؤون العربيّة في واشنطن وأستاذًا مساعدًا للفلسفة في الجامعة الأميركيّة في بيروت يوم كان شارل مالك رئيسًا لدائرة الفلسفة في الجامعة.
وتناول حوراني في محاضرته الأبعاد الفكريّة والفلسفيّة والسياسيّة لشارل مالك منذ درس على هادغر في ألمانيا وهوايتهِد في الولايات المتحدة، وحتى تأسيسه للسفارة اللُّبنانية في واشنطن، فمشاركته في وضع شرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فترؤسه للجمعية العامّة للمنظّمة الدولية في نيويورك، حتى عودته إلى لبنان وتولّيه منصب وزير الخارجيّة اللُبنانيّة في الظروف السياسيّة الدقيقة والحرجة.
ثمّ تناول المحاضر أبرز أفكار شارل مالك الفلسفيّة واللاهوتيّة والاجتماعيّة والسياسية وفق سلسلة من الأسئلة التي طرحها عليه محاوره الأستاذ طوني نصرالله. وكانت ترافق المحاضر صوَر على الشاشة مأخوذة من أرشيف شارل مالك ومن مخطوطاته التي يعمل الأستاذ نصرالله على تحقيقها وإعدادها للنشر بتكليف من مؤسسة الفكر اللُّبناني في الجامعة.
وأُعقبت المحاضرة بجلسة خاصة للأسئلة والأجوبة والتعليقات المختلفة من الجمهور الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بتراث شارل مالك السياسيّ والفلسفيّ واللاهوتيّ. وكانت القاعة تغص بالحاضرين من مختلف أنحاء لبنان، طلابًا ولأساتذة جامعيين، وكتّابًا وإعلاميين ورجال دين ودنيا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وتحديدًا من مرجعيون إلى الكورة، ومن السواحل اللُّبنانية إلى البقاع. وقد أعلنت مؤسّسة الفكر اللُّبنانيّ أنها بصدد تحقيق الكتاب الأوّل من مؤلّفات شارل مالك الذي يتوقع أن يصدر في الربيع القادم بداية لسلسلة من المؤلّفات التي ستصدرها المؤسّسة ضمن مشروع النشر الذي سيشمل تراث شارل مالك الفكري باللُّغتين العربيّة والإنكليزيّة.