لمناسبة اطلاق “مبادرة لبنان الحوار”، دعا رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب وليد موسى إلى لقاء خاص في حرم الجامعة للإعلان عن هذا المشروع.
أتت المناسبة ضمن حفل مميز تم خلاله التوقيع على بروتوكول تعاون في سبيل تحقيق اهداف المبادرة واهمها “تكريس لبنان كمركز دولي ودائم للحوار بين الحضارات والثقافات”، حيث وقّع البروتوكول كل من رئيس الجامعة الأب موسى ورئيس المبادرة الأستاذ أمين نعمه.
شارك في اللقاء عن الجامعة كل من نائب رئيس الجامعة للعلاقات العامة والثقافية الاستاذ سهيل مطر، ونائب الرئيس للعلاقات الاكاديمية الدكتور ايلي بدر، ونائب الرئيس للشؤون الادارية الاب بيار ابي نجم، كما حضر عن المبادرة كل من نائب الرئيس الدكتور ادوارد علم، ومديرة الحملة الدولية الدكتورة غيتا حوراني، وأمينة الصندوق الآنسة ربى الحلو، ورئيس لجنة المؤتمرات الدكتور يوسف رحمة، ورئيس اللجنة الاكاديمية الدكتور بهجت رزق، وأعضاء مجلس المانحين: الاستاذ وليم زرد ابوجودة قنصل بريطانيا الفخري في لبنان، والدكتور موييز خيرالله، والدكتور حبيب جعفر، واعضاء المجلس الاستشاري: الوزير السابق الدكتور بهيج طبارة، والأميرة حياة إرسلان، والوزير والنائب السابق الأستاذ إدمون رزق، والنائب علي عسيران، وعدد من اعضاء فريق العمل، حيث تغّيب عن الحفل كل من الأستاذ سليم صفير والسفير وليم حبيب.
إستهل اللقاء بكلمة ترحيبية للاستاذ مطر عبّر خلالها عن “إفتخار الجامعة في تشجيع هكذا مبادرات وهي ذلك الصرح التربوي الذي حوّل منابره إلى أصوات تنادي بالحرية وحقوق الإنسان، وحق الاختلاف ووجوب احترام الآخر كما العمل من أجل الحياة والمستقبل، ومن أجل لبنان وطن جميل، حرّ، حضاريّ، ومثقّف”.
في كلمته، نوّه الاب موسى بأهمية المبادرة معتبراً أن الجامعة من هذه الناحية “هي كالأم التي تحمل جنينها، وتلده وترعاه ومن ثم تطلقه للحياة وهكذا فعلت الجامعة التي حضنت المبادرة لسنتين وها هي اليوم تطلقه ليقوم بعمله وهي كالام ستسهر ليه لينمو ويكبر وينجح”. وأكد الاب موسىى “أن الجامعة تعي مسؤولياتها تماماً تجاه هذا المشروع من حيث الدعم والرعاية، فهذه المبادرة هي فرصة حقيقية ليس فقط للبنان بل للعالم وذلك بهدف الإرتقاء بالمبادرة إلى أبعد من حدود الوطن؛ الى العالمية. ولفت الى الدور الرائد الذي يمكن أن تقوم به الجامعات في سبيل خلق ثقافة حوار بين كافة شرائح المجتمع وخاصة الطلاب.
بدوره، عرض الأستاذ نعمه للإستراتيجية التي سوف يتم إعتمادها وذلك من خلال “توفير مناخ عام يدعم منطق الحوار، وإدخاله كعنصر أساسي في ثقافة الشعوب، كما العمل على نيل إعتراف الأمم المتحدة بلبنان كمركز دائم للحوار بين الحضارات والثقافات وتكريسه أرضاً للسلام بين الأمم”. كما شرح نعمه لآلية تحقيق هذه الإستراتيجية من خلال الإعتماد على عدد من الشراكات الأساسية مع الإعلام والمؤسسات والمؤمنين بهذه القضية النبيلة داعياً الى ورشة عمل دائمة للوصول الى الأهداف المرجوة.
ورأى منسق مركز الأبحاث في القيم والفلسفة الدكتور علم في مداخلته أنه حان الوقت ليستعيد لبنان رسالته التاريخية والحضارية المميزة خصوصاً على صعيد الحريات والعيش المشترك والانفتاح الانساني.
من جهتها اعتبرت الأميرة حياة إرسلان “أن المبادرة هي إنعكاس تام لما يجب أن تكون عليه تطلعاتنا وقيمنا المشتركة” داعية الى “العمل الجاد لتنفيذها بقناعة راسخة لتشمل ليس فقط شرائح الشعب اللبناني بل أيضاً المحيطين الإقليمي والدولي وصولا إلى إقرارها في الأمم المتحدة”.
بعدها، قامت مديرة مركز دراسات الإنتشار اللبناني في الجامعة الدكتورة حوراني بعرض لبرنامج الحملة الدولية واشارات الى الاستراتيجية التي تتبعها المبادرة والتي تتضمن التوقيع على العريضة الالكترونية للمبادرة؛ تأييد المبادرة من قبل المؤسسات، والجمعيات، والاعمال، والاحزاب في لبنان والعالم؛ تفعيل الدور الدبلوماسي للبنان وجميع البلدان الصديقة؛ وخلق مجموعات تأثير من المغتربين اللبنانيين واصدقاء لبنان لتحريك الدبلوماسية العالمية للوصول الى الهدف المنشود.
ورأى د. رزق “أنّ على المجتمع التعدّدي أن يعترفَ بهُويتِه المركّبة، لكنه يجب أن ينظر إلى هذا الاختلاف الثقافي كمصدر غنى، وقيمة مضافة للمجتمع، تحتِّم عليه إعادة النظر في قيمه، وعدم الانجرار إلى عقائد أحاديّة مغلقة”.
أثنى الوزير طباره في مداخلته على ما تقوم به الجامعة كصرح أكاديمي عريق مشدداً على أهمية تكريس لبنان كمركز دائم للحوار حيث رأى “أن التحدي الأكبر هو جعل لبنان بيئة حاضنة للحوار”.
وقال رئيس مجلس المانحين وعرّاب المشروع السيد أبو جوده “أن العمل يجب أن يتركّز على تأمين دعم الإغتراب لما يتضمّن من الطاقات المهمة على كافة المستويات والقادرة على لعب هذا الدور” آخذاً تجربته الذاتية كمغترب سابق مثالاً في هذا المجال.
في ختام اللقاء، تم توزيع الدروع التكريمية على كل من اعضاء مجلس المانحين، كما قدم السيد ابوجودة درعا تكريميا للجامعة بشخص الأب موسى تعبيراً عن تقدير المجلس للدور التاريخي الذي تقوم به الجامعة في حضن هذه المبادرة.
يذكر أن هذه المبادرة شهدت إنطلاقتها الأولى مع خطاب رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في الأمم المتحدة عام 2008 وذلك في جعل لبنان “مركزاً دولياً لحوار الحضارات والثقافات” الذي تبنّته لاحقاً جامعة سيدة اللويزة بالإشتراك مع مجموعة من العاملين في المجالين الاقتصادي والسياسي والإجتماعي والناشطين في الشأن العام والمثقفين والمغتربين. وكانت المبادرة قد اطلقت عريضة الكترونية لمشاركة من يريد في التصويت عليها لتقديم هذه العريضة للامم المتحدة. (لمن يرغب في المشاركة http://goo.gl/YQlatZ).
تعمل “مبادرة لبنان الحوار” على “تكريس لبنان كمركز عالمي للحوار بين الحضارات والثقافات” وذلك رداً على النزاعات المحلية والوطنية والدولية المعاصرة من خلال المساهمة في الحد من الصراعات، والدعوة الى المصالحة، والعدالة الاجتماعية، وبناء السلام”.