قالت الكاتبة الإيرانية سحر دليجاني خلال مشاركتها في معرض الكتاب في كولومبيا، إن نظام بلادها انتهي ثقافيا واجتماعيا ، ولم يبق سوى أن ينتهي سياسيا. وأصدرت دليجاني رواية “تحت ظل الشجرة البنفسجية” في 2014، ترجمت إلى 28 لغة، استلهمتها من حياتها الخاصة، وتضمنت وقائع الثورة الإيرانية، واضطهاد النظام الإسلامي لمن ثار ضد نظام شاه إيران.
أكدت سحر دليجاني في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية من العاصمة الكولومبية، على هامش مشاركتها في المعرض الدولي للكتاب في بوغوتا إن “الشباب الإيرانيين هم تماما بعكس ما يريد النظام أن يكونوا، فهم مثقفون وحيويون، ولا يمكن أن تبقى الأمور معهم على ما هي عليه”.
وتضيف سحر: “الدعاية المركزة للقيم التي تفرضها الجمهورية الإسلامية في المدارس قد فشلت في أداء مهمتها”.
ولدت سحر دليجاني عام 1983 في سجن ايوين في طهران، حيث كان والداها معتقلين بعد سنوات على الثورة الإسلامية التي أطاحت عام 1979 بحكم الشاه.
وتصف سحر علاقتها بهذا السجن “يشكل ايوين جزءا أساسيا من تاريخ عائلتي، كلمة ايوين في قاموس العائلة تكاد تعني البيت او المدرسة، إنه ذكرى ساخرة وحزينة في آن”.
وما جرى مع والدي سحر يشبه حكايات أعداد كبيرة من الثوار الذين يصبحون في دائرة الاضطهاد بعد نجاح ثورتهم، فقد كان والداها من المعارضين لنظام الشاه، ثم أصبحا معارضين أيضا لحكم الخميني.
وتقول “لقد أدى توقيف والدي، وإعدام عمي عام 1988 إلى إحداث تغيير كبير في حياة عائلتي إلى غير رجعة”.
أصدرت سحر دليجاني عام 2014 رواية “تحت ظل الشجرة البنفسجية” مستلهمة من حياتها، وهي تروي وقائع الثورة الإيرانية واضطهاد نظام الثورة الإسلامية لمن كانوا في طليعة الثوار ضد نظام الشاه.
ونقل الكتاب إلى 28 لغة ونشر في 70 بلدا ولاقى إقبالا كبيرا، لكنه بطبيعة الحال لم يوزع في إيران.
وتقول سحر: “الناس باتوا يتكلمون أكثر عما جرى في الثمانينيات، على الأقل خارج إيران، لكن لدي انطباع أن الناس لا يريدون أن يتكلموا حقيقة، لأن الموضوع صعب، ولأن النظام ما زال قائماً”.
وترى سحر أن كتابها هذا أتاح لها أن تتعرف على نفسها أكثر، وتقول: “لم أكن أعلم إني أحمل كل هذا الغضب على النظام، كنت أظن أني تجاوزته”.
وتعلق سحر على التطورات السياسية التي تعيشها إيران، وترى أن تقدم المفاوضات بين طهران والقوى الكبرى يشكل مثالا على الانفتاح والتفاؤل السائدين في البلاد، والأمل بانتهاء ثلاثين عاماً من العزلة.
وتعتقد أن الإيرانيين، رغم كونهم “محبطين من بطء التغيرات” إلا أن “أحدا لا يريد ثورة جديدة في إيران، الناس يريدون إصلاح النظام، والإصلاح بطبيعة الحال يتطلب وقتا طويلا”.
لكن أي عبور إلى المستقبل ينبغي أن يجري بالمصالحة مع الماضي، “من المهم أن نعرف أسماء الناس الذين قتلوا، ومن كان وراء كل ذلك”.
درست سحر في الولايات المتحدة التي هاجرت إليها عائلتها بعد الخروج من السجن، وتقيم في إيطاليا مع زوجها. تعمل حاليا على كتابة رواية جديدة تقص فيها حكاية سجين سياسي يخرج من المعتقل ويبدأ مسار بناء حياته من الصفر.
(فرانس 24- أ ف ب)