الشاعرة نَدى نعمه بجّاني

سَلامٌ عَلى الدُّنيا إذا ما عَرَفَتِ السَّلامْ
وَالسَّلامُ عَلى ضَميرِ العالَمْ.. إذا ما اسْتَيْقَظْ
سَلامٌ عَلى أَكُفٍّ قَليلٌ أَنْ توصَفْ
أَقْسَمَتْ في مَعْمودِيَّةِ السَّلامِ عَلى الوِحْدَةِ
وَتَصافَحَتْ باسْمِ الأُلْفَةِ وَالإخاءْ.

مَنْ ذا الّذي يَعِزُّ الكَلامَ في أَكُفٍّ هَزَّتْ عُروشَ العُظَماءْ
أَمْلَتْ عَلى حاضِرِ الوَقْتِ تاريخًا بَدَّلَ مَسارَ الزَّمَنْ
أَوْرَثَ في الحَرْبِ أَدَبًا وَفي السِّلْمِ ثَقافَةً
وَما مَنَحَ لِغَيْرِ أَرْبابِ السَّلامِ سِفْرَ الارْتِقاءْ.

تِلكَ أَكُفٌّ صَنَعَتْ أَمْجادًا مِسْكِيَّةً 
تِلْكَ أَكُفُّ السَّلامْ
إنْ شاءَتْ عُلاً

فَبآياتٍ نَيِّراتٍ عَلَتْ
وَإنْ هَمَّتْ فَبَنّاءَةً مِعْطاءْ
آمَنَتْ بالحَقِّ وَاسْتَلْزَمَتْ مَبادِئَهُ
كَأَنَّ سِرًّا سَرى فيها لَمْ يُقْرَأْ
رَسَّخَ في النُّفوسِ تَكامُلاً شَمَلَ الإنْسانِيَّةَ جَمْعاءْ.

فَالسَّلامُ مِرْآةُ الشُّرَفاءْ
وَالسَّلامُ آدابٌ لَطالَما اسْتَهْوَاهُ الأَنْبِياءْ
السَّلامُ فَضائِلُ مُنْزَلَةٌ مِنْ لُبِّ السَّماءْ
لَولاهُ لَما هَوَتِ الأجْيالُ البَقاءْ.
هوَ دينُ الخَلائِقِ وَروحُ اللهِ في الدِّماءْ
يَقودُنا إلى جَوْهَرِ النَّصْرِ
يَقولُ الحَقَّ وَيَمْضي
يُزيلُ زَمَنَ الأَنا وَمَنْطِقَ العُنْفِ
يَضْحَدُ القُوَّةَ وَقْتَ الضُّعْفِ
وَيُمْعِنُ في نَشْرِ الدُّعاءْ.

فَيا أَكُفًّا جَمَعَتْ شَمْلاً شَرْقًا وَغَرْبًا وَما رَمَتْ غايَةً
وَما خَلَتْ تَحْتَفِنُ بِذارَ الأَمَلِ وَلا أَخْضَعَتْها أَياديَ الغَدْرِ
حَتّى إذا تَبَدّى الأَلَمُ أَسْقَطَتْ أقْنِعَةَ الظُّلْمِ
وَنَهَضَتْ بالأُمَمِ تَمْسَحُ دُموعًا مِنْ كَرامَةٍ وَكِبْرِياءْ.

إنَّ مِلْءَ الرّوحِ وُعودًا لا تُقاسُ بِثَمَنْ
وَفي حَرَمِ الفُؤادِ مُنًى تَمْتَهِدُ أَحْلامًا جِسامْ
فَيا حَبَّذا تُحْتَذى
وَيا لَيْتَها تُرْتَجى
وَما دونَها في الوَغى لا يُبْتَغى
فَيُدْرَكُ السُّكونُ وَيُعْهَدُ الهَناءُ،

وَتُرْفَعُ أَكُفُّ السَّلامْ.

****

(*) ألقيت  في المركز الثقافي الروسي في بيروت،  بحضور  سفير روسيا الاتحادية  ألكسندر زاسبوكين،  ضمن اللقاء الحواري الأول بين المفكرين والشعراء والفنانين اللبنانيين، للنقاش حول موضوع الثقافة في بناء الشعوب وتعزيز السلام ، واستعراض تاريخ التلاقح الفكري بين لبنان وروسيا الاتحادية، وفي ختام اللقاء منح منح السفير الروسي الشاعرة ندى نعمة بجاني شهادة تقدير.