توفي الفنان المسرحي اللبناني ريمون جبارة، عن سن يناهز 80 عاما إثر تردي وضعه الصحي وإصابته بشلل نصفي، على ما أفاد مصدر قريب منه.
وأوضح أن جبارة توفي في أحد مستشفيات منطقة المتن (شمال بيروت) الذي أدخل إليه قبل يومين بعد تردي وضعه الصحي.
وقد أصيب ريمون جبارة قبل سنوات طويلة بعارض صحي خطير أدى إلى إصابته بشلل نصفي أعاق حركته إلى حد كبير.
وكان ريمون جبارة أحد رموز الحركة المسرحية الحديثة في لبنان، ممثلا وكاتبا ومخرجا.
مولع بالمسرح
وجبارة المولود في بلدة قرنة شهوان (قضاء المتن شمال بيروت) في الأول إبريل 1935، بدأ مسيرته المسرحية كممثل، في ستينات القرن المنصرم، عندما بدات لجنة مهرجانات بعلبك الدولية تهتم بالمسرح اللبناني وتدعمه، عبر تأسيس معهد المسرح الحديث، وفرقة المسرح الحديث، اللذين التحق بهما ريمون جبارة.
ومع فرقة المسرح الحديث، وحلقة المسرح اللبناني، وفرقة المسرح الحر التي ساهم في تأسيسها وغيرها ، لمع نجمه على خشبات المسارح، بين العامين 1960 و1970، وأصبح من أبرز الممثلين.
وفي بداية سبعينات القرن الماضي، بدأ ريمون جبارة يخوض تجربة الإخراج والتأليف، إضافة إلى استمراره في التمثيل في أعمال متنوعة، ومن أول أعماله المسرحية “لتمت دزدمونا” ثم “تحت رعاية زكور”.
أعماله
وشهدت الفترة الممتدة ما بين العامين 1975 و1986، خلال الحرب اللبنانية، ذروة انتاجه، فقدم على الخشبة “شربل”، و”زردشت صار كلبا”، و”محاكمة يسوع”، و”قندلفت يصعد إلى السماء”، و”دكر النحل” ورائعته الفنية “صانع الأحلام” التي نالت جوائز في مهرجانات عربية وحظيت أيضا بتقدير النقاد.
قدم في فترات متباعدة مسرحيات “من قطف زهرة الخريف”، و”بيكنيك على خطوط التماس”، وأعاد عرض “زردشت صار كلبا” و”شربل” مع جيل جديد من الممثلين. كما أخرج مسرحيات لصديقه الكاتب أنطوان غندور هي ” يوسف بك كرم ” و”طانيوس شاهين ” و”نقدم لكم وطن”، إلى آخر مسرحياته “مقتل إن وأخواتها” في العام 2012.
متكئا على عصاه ورغم جسده الهزيل، لم يتخل عن السيجارة التي كانت جزءًا من طلته. قاوم جباره هشاشة صحته بالعمل في التعليم وظل حتى آخر أيامه يدرّس مادة المسرح في جامعة سيدة اللويزة.
العمل الإداري
وفي موازاة ذلك بدأ يدرس في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بعد افتتاحه.
و بين العامين 1987 و1990 ، وهي مرحلة تعيينه مديراً عاماً ورئيساً لمجلس إدارة تلفزيون لبنان، انصرف إلى عمل إداري أنهكه وأبعده قسريا عن المسرح، وأدى في النهاية إلى إصابته بعارض صحي خطير، كانت نتيجته شللا نصفيا حتم مرحلة صراع قاسية في حياته .
جبارة الناقد
وعرفته الصحافة كاتبا وناقدا لاذعاً وعميقا عكست أعماله الإعلامية أفكاره ومواقفه السياسية والاجتماعية والدينية عن طريق زاويته في الملحق الثقافي لصحيفة “النهار” وبرنامج “الو ستي “عبر إذاعة صوت لبنان.
وكان صاحب “صانع الأحلام” في كل مناسبة يكرم فيها، يوجه تحية إلى زملائه “الراحلين عن هذا العالم” كما كان يقول، وهم الممثلون رضا خوري ومادونا غازي وفيليب عقيقي. وها هو اليوم ينضم إليهم.
(فرانس24/أ ف ب)