التَّائه (1922)

 الفيلسوف ميخائيل نعيمة

naimeh 1

أسير في طريقي ….. في مهمهٍ سحيقِ

ووحدتي رفـيـقـي ….. ووجـهتـي الـفـضـا

مطيّتي الـتـرابُ …….. وخوذتي السحابُ

ودرعيَ السّرابُ …….. ورائـــدي الـقـضـا

تسـوقني الـثّـوانـي … في موكب الزّمانِ

ولست أدري شاني … في معرض الورى

فلا الـقضـا ينبيني …… ولا الرّجا يهديني

ولا السما تعطيني …… نــوراً لـكـي أرى

بل في ضلوعي نارُ …….. تـثيرها الأقدار

يـــا لـيـتـهـا تـخـتـارُ …….. سواي موقدا

نــارُ بــلا رمــادِ …….. يُشوى بها فؤادي

وليس إذ ينادي …….. من يسمع الـنـدا

واحرقتي , أوّاهِ …. لو كنت أدري ما هي

أشـــعـلـةُ الإلهِ …. أم شــــعــلـة الرّدى

فهيَ الّتي تُحْيِيني .. وهي التي تفنيني

وهي التي تسقيني .. من جمرها نـدى

وهي التي لـظـاهـا …. أرانـيَ الإلاهـا ,

وهي التي لـولاهــا …. لم أعرفِ الشقا

ربّــاه هل بَـلِـيّـه …… ذي النارُ أم عطيّه

تحلو بها المنـيّه …… ويـعــذب الـبـقـا ؟

هل جرّها عنادي …. عليّ أم فسادي ,

أم جرّها انقيادي …. لسـلطـة الهوى ؟

أم جرّها غـروري …… بـفـكريَ المبتورِ ,

أم جرّها قصوري .. عن فهم ما انطوى ؟

ربّــاه هـل يــلامُ …….. مَــن ريّـــه أُوامُ

ونــــورهُ ظــــلامُ …….. إنْ قـلبـه كـبـا ؟

أم يجلب العقابا …… مَن يرتدي الضَّبابا

ويشرب السرابا …… إنْ فــكـــرُه نـبـا ؟

أخالقي رُحـمـاكـا …… بـمـا برَت يداكا !

إن لم أكن صداكا …… فـصـوتُ من أنا ؟

ربّي : ألا تـرانـي ……. أُساق كالحملانِ

ربي , أما كفاني …….. عمايَ والونى ؟

فابدل لظى نيراني ……. بجمرة الإيمانِ

واجـعـل من الحنانِ ……. للقلب مرهما

إذ ذاك بالتهليلِ …… أسير في سـبيلي

وخالقي دليلي , …. ووجهتي الـسّـما !

*****

(*)  “هَمسُ الجُفون”

اترك رد