الشاعر محمد بنيس
منْ يسمعُ فاسَ تغنّي لابن سُليمانْ
هذا الولدَ المفتُونَ بليِّ عِمامتهِ
بشُعيْراتٍ
تضحكُ فوق
الصُّدغيْنِ
شُعيراتٍ تنعشُ ما
بينَ الفخذيْنِ
يغلّقُ بهْوَ منامتهِ
ويُطاوعُ
تغريبةَ عيْنيْنِ رماديّتيْنِ
برَى
أليافَ سَحابٍ مُنشغلٍ بجدارِ البيْتِ
يرَى
شمساً تتسلْسلُ في أحقاقِ
نواعيرِالماءِ
ممالكَ مسْكِ اللّيْلِ
سَواريَ تسْمقُ بالزّليجِ
إلى الزلّيجِ
يرَى
خالاً يتعقّبهُ من تحت ثقوبِ خُمارٍ
يسْتعْذبُ تمزيقَ يديْهِ
يرَى
دمُهُ أحْواضُ رياحْ
دمُهُ نارٌ تتهجّجُ في عَرصَاتِ عبارتهِ
سيكونُ الولدَ العاشق للأحْجارِ
رصيناً
يخْلقُ ماءَ جسارتهِ
هلْ تسمعُ فاس تغنّي لابن سُليْمانَ
وأعْني
ابنَ حبُوسْ
ولدٌ يفْتلُ إقليدَ الشّعـرْ
ويُعاشرُ أقواسَ سبُو
ولدٌ يغْسلُ أدراجَ الصفّارينْ
بدماءٍ الصّمتْ
ولدٌ يعْبرُ من أشْفارِ امرأةٍ
لمنازهِ غرْناطهْ
ولدٌ فتّشَ في رمْلِ سَبأْ
عنْ رنين الشّامْ