أين كنتم والإرهاب يتمدد بيننا ؟

الكاتب بلال حسن التل

  مثيرة للعجب هذه الفزعة التي نعيشها تحت مسمى محاربة الارهاب والتكفيري؛ منه على وجه bilal talالخصوص,وهو عجب يثير عدداً من الاسئلة من بينها:

أين كان كل هؤلاء الخبراء والكتاب والمحاضرين والمحللين والمفكرين, والتطرف يتمدد بيننا,ثم يرفع رأسه, ثم يضربنا في عقر دارنا كما حدث في تفجيرات فنادق عمان عام 2005,ثم يواصل تهديده لنا كل هذه السنوات؟

 أين كانت مؤسستنا الدينية,وماذا فعلت لتحصين شبابنا من الوقوع في براثن الفكر المتطرف؟ وما هي البرامج التي نفذتها لتحصين المجتمع عموما والشباب على وجه الخصوص ضد وباء التعصب والتكفير؟

 أين كانت جامعاتنا عموماً, وكليات الشريعة على وجه الخصوص,  وما هي الانشطة التي نفذتها وصبت في تحصين المجتمع ضد وباء التطرف والتكفير؟ واين هي بحوث ومؤلفات ومحاضرات أساتذتها التي كان من شأنها شرح صحيح الاسلام للناس, و تقديم الفكر التنويري لهم لتحصينهم من لوثة التطرف, الذي صار تكفيراً يذبح الناس؟

أين كانت مؤسستنا التعليمية؟ وماذا فعلت ليكون لديها مناهج تربي ابناءنا على الاعتدال وتحميهم من التطرف؟

 أين كان اعلامنا المرئي والمقروء والمسموع؟واين هي برامجه ذات المضامين الهادفة الى تحصين مجتمعنا وحماية شبابنا من الانزلاق الى منزلقات التطرف والارهاب؟

أين كانت مؤسسات  المجتمع المدني في بلدنا؟ وما هي البرامج التي نفذتها لبناء الحصانة الفكرية لمجتمعنا لحمايته من كل اللوثات الفكرية بما فيها لوثة التكفير؟

 وكل هؤلاء الذين اصموا آذاننا خلال الاسابيع الماضية بتصريحاتهم ومحاضراتهم حول التطرف والتكفير أين كانوا في السنوات الماضية؟

أين كنا جميعا والتطرف يتمدد بيننا؟ فهذا الذي نعانيه مع التطرف والارهاب التكفيري ليس وليد اليوم ,ولا وليد سنة او سنتين ,بل هو قبل ذلك بكثير, ولم تكن تفجيرات عمان الا محطة من محطاته, في استهداف امننا واستقرارنا, ناهيك عن عشرات المحاولات التي أبطلتها اجهزتنا الأمنية, ونظرت فيها محاكمنا.. فلماذا لم ننتبه الى هذا السرطان الذي ينتشر في جسدنا لنقاومه؟

لماذا لم نتوقف عند ارقام الاردنيين الذين ذهبوا الى افغانستان, ثم عادوا ثم ذهبوا الى البوسنه ثم عادوا, ثم ذهبوا الى سوريا والعراق وصار بعضهم يرسل الينا رسائل التهديد والوعيد؟ ومع ذلك فاننا لم نحرك ساكنا, ولم نفعل شيئا لإيقاف تنامي مد التعصب بيننا, والذي صار قادراً على ارسال كل هذه الاعداد المتزايدة من شبابنا الذين نعرف عنهم والذين لا نعرف عنهم إلى ساحة الذبح ليقتلوا او يقتلوا؟

 حتى اذا صارت النيران محيطة بنا فزعنا فزعتنا المعتادة, فصار كل منا ينظر, دون ان نرى اثراً ، لذلك التنظير على الارض, والا ماذا فعلنا منذ تفجيرات عمان حتى الآن لوقف هذا المد السرطاني؟ وقد قلنا حينها الكثير, والقينا المحاضرات, وعقدنا الكثير من الندوات وحلقات النقاش,ثم ذهب ذلك كله أدراج الرياح, لأننا لم نحول شيئا مما قلناه الى برامج عمل, وهو بالضبط ما يجري الان, والذي سيقود اذا ما استمرينا على نفس المنوال الى مزيد من الخطر لا سمح الله,  فهل نستيقظ قبل فوات الأوان ونؤمن بأن الامر جد لا هزل فيه, وأن الخطر حقيقي لا تنفع معه الفزعات, ولا تعالجه بضاعة الكثير من الدكاكين التي يبيعنا  اصحابها كلاما ينفع لكل المناسبات,ولكنه لا يعالج اي داء؟

*****

(*) رئيس المركز الأردني للدراسات والمعلومات وناشر وصاحب جريدة “اللواء” الأردنية. 

اترك رد