استقبل ناجي نعمان في مؤسسته للثقافة بالمجان، وفي إطار الموسم السابع لصالونه الأدبي الثقافي، الشاعرة والرسامة مها بيرقدار الخال.
بعد النشيد الوطني، ترحيب من نعمان بالخال، قال: “مها بيرقدار الخال، اسم ثلاثي لامرأة واحدة تكتنز من الصفات أبهى الباقات: فمَها – الثغرُ النقيُّ – يُثلجُ باليَراع شعرًا، ومَها – الكواكبُ – تُنيرُ بالريشة سحرا؛ وأما بيرقدارُها – بيرقدارُ مَها – فَلِرَفع بيارق المحبة والسلام، ليس إلا؛ وأما الخالُ – الخالُ عندها – فبراءةٌ في كِبْرٍ، براءةٌ وكِبْرٌ توزَّعا على جيلَين، جيلِ يوسفَ الزوج – الشاعرِ وصاحب “صالون الخميس” – وجيلِ يوسُفَ الوليد – النمِرِ، وصاحبِ البدائع تشخيصًا وشَدْوا – فيما الوردُ، وردُها، ووردُ الجميع، لَبوءةُ الشاشات، جوريَّةٌ شيرازيَّة”.
وتكلم الشاعر نعيم تلحوق، “من أركان وزارة الثقافة”، فقال: “مها بيرقدار الخال امرأةٌ تحميكَ من غثيانك حين الصَّليبُ يصبح مسمارًا، وترسمُ على وجهك علامات الألق، كأن وجهها فيض مُستعاد منذ كان الإنسان رجلاً وامرأةً واحدة، فأدركت حينها أن سرَّ الموناليزا من فضاء آخر”. ويُتابع: “إذا كانت مها قد أطلقت عليَّ وعلى صديقي الراحل جوزف حرب اسمَ “جحيم”، فأنا في يوم نعيمي الحقّ الآن، حيث تصبح مهى ذاكرتي. شكرًا ناجي نعمان، أجَّرتَني عمري الباقي لأقول ما أرغب في امرأة الله قبل أن يُدركني جحيمي مرَّة أخرى. شكرًا مها بيرقدار الخال، أنا أبهى حين أشتاقك، وأجمل حين أراك يا شاعرة الفضاء المستحيل”.
كما ألقى الشَّاعر أسعد جوان، “الثورويُّ الغينيسيُّ الإنجازات”، كلمةً وجدانيَّةً غرفَها من عمق معرفته بمها بيرقدار الخال، وبزوجها، الراحل الكبير، يوسف الخال، وكذا بابنتها ورد، وابنها يوسف، وقد بلغا في عالم التَّمثيل ما بلغاه؛ فوجد أنها أنثى “تمتدّ من فينوس إلى جولييت” و”أرزة حزينة في قلب الوطن وقلب الجميع”.
وتكلم الدكتور ميشال كعدي، ومما قاله: “آن لنا أن نعترف بصقيل بُعدَيها، الشعر والفن… هذه المفعمة بالخصب والعطاء، لمعت كلماتها وحروفها كحبات الندى تحت ضوء المصابيح، أو كالأصباغ التي تآلفت ألوانها، لتشكل حضورًا حَيِيًّا، على أن البراعة والبيان على لسان محترفةِ فن وشعر”.
وكانت مداخلة من القلب للممثلة ورد الخال في والدتها، والأسبوعُ لِيوم الأمّ، تساءلت مها بيرقدار الخال بعدها: “لماذا لم يبقَ لنا غير بعضنا نحن المثقَّفين؛ ننوِّه بأعمال بعضنا، نكرِّمُ بعضَنا. تُرى لأنَّنا مُهمَلون، متروكون، مَنسيُّون؟ لكن، مَن قال إنَّنا بحاجة إليهم؟ صدِّقوني، إن هذا التكريم المتواضع لإنسانة أكثر تواضعًا، لهو أهم من جائزة نوبل بالنسبة لي”.
وجرت نقاشاتٌ مع الضَّيفة حول أدبها وفي موضوع الحداثة لدى يوسف الخال، وإن كان الأخيرُ قد تمسَّكَ بها إلى نهاية حياته، فأجابت بأنَّه قد تمسَّك بالحداثة حتَّى رمقه الأخير، ولكنَّها انتقدَت المُحدِثين المُستَسهِلين اللُّغةَ في عصرنا الحالي، وهم من غير المُتَمَكِّنين بالكلاسيكية في الأصل.
وأخيرًا، سلَّم نعمان ضيفته شهادة التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة،وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، ولاسيَّما منها مجلّد “مئة… وتستمرُّ الإبادة”.
هذا، وتميَّز اللقاء بحضور نخبة من مُحِبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: موريس وسميرة النجار، باسمة بطولي، روبير عبد الحي، شربل شهوان، يوسف عيد، رفيق روحانا، أمين زغيب، أديب القسيس، سليمان يوسف إبراهيم، ريمون أبي يونس، زكريا الجدّة، سمير خياط، ماري-تيريز الهوا، شربل عقل، أنطوان سعد، زيد مهدي، نارمين أبو خليل تلحوق، نجوى سومر بو صالح، مارينتّ إسماعيل، إميل معكرون، فكتوريا سلموني، إيلي مارون خليل، بول غصن، أديب عبود، سيمون عيد، فكتور وسعاد القارح، توفيق نعيم يزبك، سليم أبو معشر، إلى ماغي فريجة والأبوين نقولا حداد وسهيل قاشا، وابنة المكرَّمة الممثلة ورد الخال.