تُسائِلُنــي

الشاعرة نَدى نعمه بجاني

nada n

تُسائِلُني.. وَأنّى لَكَ تَعلَمُ

أنّكَ نَسيمُ الرّوحِ وَرَوْنَقُها
وَأنَّكَ النّورُ يَكْتَنِفُها
وَالظُّلْمَةَ تَشُقُّ سَتائِرَها
كَأنَّكَ البَدْرُ في رُقادِهِ يَغْتَنِجُ
وَالأجْرامُ في اشْتِقاقٍ تَتَهاجى
فَالشِّعرُ فيكَ مَدادٌ لا يُجارَى
وَحَديثُكَ تَراتيلُ شاعِرَة
لا يَسْمَعُها إلاّ مَنْ شاءَ
لِأَحاديثِ التّراتيلِ أنْ يُطْرَبَ

وَأَنْتَ الخِتامُ
فيكَ يَسْمو الطّالِعُ
قَدْ أتَيْتَ اليَوْمَ
فَغَدَوْتَ الحَبيبَ
تَشْبُكُ خُيوطَ الحَنينِ
وَيا لَيْتَكَ جِئتَ الأمْسَ
أوْ في خاطِري مَرَرْتَ
لَاتَّخَذْتُ مِنَ الغِوايَةِ البَهاءَ
وَتَمَرَّسْتُ بالفُنونِ المِعْطاءَة
فَهَدَأْتُ قَبْلَ العَواصِفِ
وَاسْتَدْعَيتُ رُموزيَ الأُولى
تَنْصَبُّ عَلى مِنَصَّةِ الوَجْدِ
بلَّوْرًا ماطِرا
فَما كَذِبَ القَلْبُ إذ رَآكَ
وَما أذِنَ أنْ يَرى لَكَ قَبيلاً
فَأثْنى عَلى هَواكَ
وَرَأى حُبَّكَ لِزامًا
وَرَأى السّانِحاتِ بالجَمالِ جَوّالَةً
وَمِنَ الجَمالِ تَراءى لَهُ الجَمالُ الأجْمَلْ
إذْ أَمَمْتَ الفُؤادَ وَأجْمَلْتَ النَّفْسَ
لِتُسافِرَ بالرّوحِ إلى روحِ جَسَدٍ آخَرَ
وَأنا في طَوقِ الياسَمينِ
شَهيدَةَ الكَلِماتِ أَرْتَفِعُ
وَالكَلِماتُ تُشْبهُني
ألْثُمُ مِنْ شَذاها
شَهْقَةَ العُمْرِ الجَديدِ تُبَدِّدُني
فَأتَغاوَى داخِلَ مِعْطَفي
وَأُصادِفُ انْسِياقي
وَأعْرِفُ مَوْتي وَقِيامَتي وَولادَتي الأُخْرى.

18- 1- 2015

*****

(*) مَلَحَمَةُ الغَـرام

اترك رد