البروفسور الأب يوسف مونس
ذبحهم «داعش». نعم ذبحهم لأنهم مسيحيون ولأنهم اقباط فانضموا الى مواكب شهداء المسيحية والى شهداء الحرية والسعي الكريم الى الرزق ولقمة العيش تاركين أرض مصر المباركة «مباركة أرض مصر”.
هكذا اليوم كما في الامس «الوحوش» تفترس الابرياء وتشرب دمهم، أكان ذلك في ملاعب روما وساحاتها ام في «ملاعب» العالم العربي وساحاته. تعزيتي لمصر العزيزة، ولشعبها الطيب ولأهل الضحايا الشهداء الاحباء.
عيني تبكي على هذه البربرية التي رفضها الازهر ودار الافتاء والرئيس المصري السيسي والشعب المصري وضمير العالم المتمدن المتحضر. من اي وحش ولد برابرة «داعش»؟ لأنه لا الاسلام يقر باعمالها ولا الاخلاق ولا انسانية الانسان. الم يقل القرآن ان النصارى اقرب الناس الى المسلمين؟
قتلوهم وذبحوهم على الشاطئ الليبي حيث تقوم العديد من الكنائس المسيحية القديمة. من شمال افريقيا كان اغوسطينوس وترتليانوس والكثيرون سواهم. وهناك كان ايضا الاب شارل دو فوكو الذي استشهد في الصحراء. وهناك ايضاً قتل الرهبان منذ مدة قصيرة وهم كانوا في خدمة اهل البلاد.
هل تعلم يا «داعش» ان الهك غير موجود لأنه يسمح لك بقتل وذبح الابرياء واغتصاب حقهم بالحياة وحرية الايمان والمعتقد؟ الله حب ونور ورحمة وشفقة وعطف وحنان فمن اين اتيتم بهذه الوحشية؟
الا تسمع يا «داعش» صوت الله يرعد في السماء وفوق الارض صارخاً بقايين يقول له: ان دم اخيك يصرخ الى السماء والي؟ فالى اين ستهربون من غضب الارض وغضب السماء وغضب الله ودماء الابرياء تصرخ الى الله لينصفها؟ فانتم الى الجحيم والنار ذاهبون!
وستخسرون السماء حيث لا حوريات تنتظركم بل نار الجحيم الحارقة تكوي اجسادكم التي ستضربها الامراض واولها السرطان والطاعون واهتراء اللحم والدم والعظام فيكم وفي اطفالكم وعيالكم، لانكم انتم اكلتم العنب واطفالكم الابرياء سيضرسون. عقاب الله سيوجعكم في عيالكم وارزاقكم. أيها المجرمون والخطأة!
سكاكينكم ستقطع لحمكم وعظامكم وستنغرز في عيونكم وعيون عيالكم الى اجيال واجيال!
فالويل لكم من عدل السماء وتعديكم على رحمة الله ومحبته وعنايته لخليقته التي نفخ فيها من روحه وخلقها على شبهه وعلى مثاله وصورته.
دم الشهداء الجدد من الاقباط سيكون بزاراً للمسيحيين وربيعاً مسيحانياً لمصر والعالم العربي والمشرق وللعالم. البحر تلون بالدم الاحمر النقي للاقباط المصريين المذبوحين كالنعاج على الشاطئ الليبي! مشهد لا يطاق!
نعزي المصريين جميعاً لا فرق بين اقباط ومسلمين ويهود ومجوس. انهم جميعاً مصريون والدولة مسؤولة عن ابنائها، وعليها هي ان تتحرك لحمايتهم وتأمين سلامة عودتهم الى الوطن الام مصر. وعليها ان تعاقب «داعش» وتقود كما قاد ملك الاردن بنفسه سرب الطائرات وذهب يعاقب «داعش» لحرقهم الطيار الشهم الاردني. نحن نتساءل مع كل المصريين ماذا ستفعل الدولة بجيشها العظيم وشعبها الكريم الطيب وقائدها العسكري التربية وسلوكيته المصرية الكريمة المنفتحة على الاقباط بنبل والمؤمنة بالاسلام وبحق وكرامة ومواطنية جميع ابناء مصر؟ لا تنظروا اليهم وقد مددوهم كالحملان ليذبحوهم على شاطئ البحر، لتصبغ دماء الاقباط مياهه، بدم بارد وسكين طائفي ستبقي مرجعيته عند مشايخ يعيشون مع اهل مصر ويبررون قتل مسيحيين، وسط صمت عالمي وسكوت مصري معيبين، خطفوا منذ 45 يوماً.
الإعلام صمت وتجاهل حقوقهم لكنّ هؤلاء الابطال الشهداء لم ينكروا المسيح تحت نصل السكين والذبح. انهم ابطال الايمان الشهداء الجدد، فالمجد لهم والعزاء لأهلهم! لنصلّ لهم!
******
(*) أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام