أقيم في دير الآباء البولسيِّين بجونية الاحتفالُ بالمئويَّة الأولى لصدور مجلَّة “المسرَّة”، وإزاحة السِّتار عن نَصب المطران جرمانوس معقَّد، مؤسِّس الجمعيَّة البولسيَّة والمجلَّة.
حضر الاحتفال المطران أنطوان نبيل العنداري ممثِّلاً غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرَّاعي، والمطران الماروني منجد الهاشم، ومطران السُّريان الأرثوذكس جورج صليبا، ومتروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرُّوم الكاثوليك كيرلُّس بسترس، والمتروبوليت يوسف كلاَّس، والأباتي بطرس طربيه عن الرَّهبانيَّة المريميَّة المارونيَّة، ولفيف من الرّهبان والرّاهبات، والعميد دريد رحَّال ممثِّلاً مدير عام أمن الدَّولة اللِّواء جورج قرعة، والوزير السَّابق الياس حنَّا، والقاضي منيف بركات، وحشدٌ من ممثِّلي هيئات المجتمع المدني.
بعد صلاةٍ على نيَّة الجمعيَّة، ألقى الأب جورج باليكي كلمةَ آل الصّحناوي، أنسباء المطران المؤسِّس، وفيها أمنية غالية لآل الصّحناوي بأن يتمكَّنوا “من تشريف نعمة قرابتهم من المطران معقَّد، وذلك من خلال التزامهم السّخي بالأعمال الإنسانيَّة والكنسيَّة والوطنيَّة والاجتماعيَّة التي تمجّدُ الله وتخدم الإنسان وتعزِّز العمران”.
نعمان
وافتتح الأديب ناجي نعمان الاحتفال، بعد عزف النَّشيدَين، الوطني والبولسي، بكلمة جاء فيها:
“ثلاثٌ تبدأُ بالمِيمِ – “المُقتَطَف”، و”المَشرِق”، و”المَسَرَّة” – زَيَّنَت، بين لبنانَ ومِصرَ، تاريخَ الصِّحافة العربيَّة. الأولى توقَّفَت عن الصُّدور في العام 1952، والثَّانيةُ في العام 1971، والثَّالثةُ، “المَسرَّة”، ما زالَت تصدُرُ، منذ العام 1910؛ وإنْ هي انقطَعَتْ عن الصُّدور في الحرب الكونيَّة، فلأنَّ وَرَقَها بيعَ لإطعام الجِياع.
“فلنَعمَلَنَّ، أحبَّتي، على دَعم “المَسرَّة”، وَلْنَمُدَّها بالمادَّةِ والمَوادَّ، كَيما تُجَدِّدَ شبابَها، كما لَطالَما فعَلَت، وتستمرَّ مجلَّةً هادِفَةً تُوَزَّعُ بآلاف النُّسَخ في المَشرق ووادي النِّيل، من شماليِّ العراق إلى جنوبيِّ السُّودان، وكَذا في مناطق العالَم الأخرى؛ ولِمَ لا كَيما يَقرأَها الملايينُ من طريق مَوقعٍ إلكترونيٍّ رائِد”.
باليكي
وبدوره تكلَّم الأب باليكي، مدير المجلَّة منذ ربع قرن، فعدَّد المحطَّات المفصليَّة في تاريخ المجلَّة، ولاسيَّما يوبيلاتها الأربعة وما قيل فيها من قريض بيراعة الأب حنَّا الفاخوري ومتري نعمان وعادل الغضبان وسواهم من الشُّعراء، كما تحدَّثَ عن تجاوب البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ مع طلب المُرسَلين البولُسيِّين في استقلال “المسرَّة” عن بطريركيَّة الروم الملكيِّين الكاثوليك في العام 1965.
كبكب
أمَّا الدكتور وسام كبكب فسردَ تاريخ “المسرَّة” في اختصار، ووزَّعه على مراحلَ ثلاث: مرحلة التَّأسيس، ومرحلة الانطلاق والتطوُّر، ومرحلة النُّضوج؛ كما أدرجَ تقويمًا عامًّا للمجلَّة، فيه أنَّها ظلَّت “مجلَّة رائدة في أبحاثها، وعِلميَّة في مقالاتها”.
بركات
وبعد الاستماع إلى أناشيدَ بيزنطيَّة من إنشاد جوقة جامعة سيِّدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة المريميّ، ألقى الشَّاعر سرحان بركات قصيدةً في المناسبة، منها:
“لك ربِّي الثَّناءُ والحمدُ دومًا/لعطاياكَ ينهمرنَ غِزارا//ولك الفضلُ أن رعَيتَ بلبنانَ/رجالاً عند التَّفاني كبارا//أصدروا الكُتْبَ والصَّحائفَ تغذو/بجَداها كهولَهم والصِّغارا//فالهداياتُ في “المسرَّة” لا تُحصى/اجتَباها أهلُ النُّهى إيثارا//نشرةٌ بل مجلَّةٌ حَوَتِ الحكمةَ/والعِلمَ، عمَّتِ الأقطارا/رحمَ اللهُ مَن رَعَوها قديمًا/فوَقَوها شرَّ الأذى والعِثارا”.
خوَّام
وتكلَّم الرَّئيس العامّ على الجمعيَّة، الأب جورج خوَّام، على مستقبل المجلَّة، فوجدَ أن على المسرَّة “أن تصوِّب نظرها مستقبلاً صوب العالم الرَّقمي، لتنشر وتنتشر”، واقترحَ أن تبادر “إلى وضع فحوى مجلَّداتها كلّه طيَّ معالجٍ رقمي”، وأن تنقل هذا المحتوى “إلى موقع خاصٍّ بها على الشبكة العالميَّة”، وأن تسعى “لإنشاء اتِّفاقيَّات مع مجلاَّتٍ عربيَّة وأجنبيَّة من أجل إتاحة تصفُّحها لزائري تلك المجلاَّت”.
لحَّام
وأمَّا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحَّام فعدَّدَ في كلمته مزايا “المسرَّة”، ولاسيَّما لجهة متابعتها الأحداثَ الكنسيَّة الكبرى، واهتمامها بالحوار المسيحي الإسلامي، بالإضافة إلى القضايا الوطنيَّة والقوميَّة، ووجد أنَّها “تتخطَّى جمعيَّة الآباء البولُسيِّين، وحدودَ كنيسة الروم الملكيِّين الكاثوليك، ولبنانَ والبلاد العربيَّة، فهي مجلَّة آفاق واسعة تنفتحُ على العالم بأسره، وتمثِّلُ اتِّساع آفاق الكنيسة التي تنتمي إليها”؛ وذكر من أسماء الذين كتبوا فيها لجهة الحوار المسيحي الإسلامي الشَّيخ الصَّابونجي، والشَّيخ العلايلي، والشَّيخ شمس الدِّين، والأبوين الأخوَين جورج وحنَّا الفاخوري، والأب يوسف درَّة الحدَّاد، والأب بطرس المعلِّم.
كاتشا
وتكلَّم أخيرًا السَّفير البابوي، المونسنيور غبريال كاتشا، فقدَّمَ إلى الجمعيَّة رسالة تقدير من رئيس مجمع الكنائس الشرقي، الكاردينال ساندري، وبركةً من البابا فرنسيس باسم الجمعيَّة ومجلَّة “المسرَّة” ومديرها الأب جورج باليكي البولسي.
ووُزِّعت في الختام دروعٌ تقديريَّة تذكاريَّة، وكتب.