ندوة الإبداع كرمت غالب غانم …سلوى الأمين: أنصف الناس قاضياً والكلمة أديباً والهوية مواطناً سوياً

نظمت “ندوة الابداع” في مركز توفيق طبارة، ندوة عن “المسيرة القانونية والادبية والوطنية” للقاضي salwa 1غالب غانم. وتخلل الندوة كلمات لكل من رئيسة الندوة سلوى الخليل الامين، الوزيرين السابقين خالد قباني وابراهيم نجار، الدكتور دياب يونس، الدكتور الهام كلاب والمحامي رفيق غانم.

وحضر الندوة ممثل رئيس الحكومة مدير عام وزارة العدل القاضية ميسم النويري، الرئيس السابق حسين الحسيني، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان وحشد من القضاة والمحامين وشخصيات ثقافية اجتماعية أدبية وأمنية، اضافة الى عدد من الاصدقاء والمهتمين .

الأمين

استهات د. سلوى الأمين الندوة بالكلمة التالية: “أرسل الخليفة الإمام علي بن أبي طالب “ع” إلى مالك الأشتر النخعي والي مصر ، عهدا هو أطول عهد كتبه.. ومما قال فيه عن القضاء بين الناس:
“اعلم يا مالك أني قد وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك، من عدل وجور، وان الناس ينظرون من أمورك في مثلما كنت تنظر فيه من امور الولاة قبلك، ويقولون فيك ما كنت تقوله فيهم، فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح ، فاملك هواك ، وشح بنفسك عما لا يحل لك ،وأشعر قلبك بالرحمة للرعية والمحبة لهم ، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا ، فالناس صنفان : إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق. لهذا اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة ،ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون إقصاء ، من لا يزدهيه إطراء ولا يستميله إغراء.. وأولئك قليل”.

وها نحن اليوم في ندوة الإبداع، نحتفي معكم بمسيرة قاض أؤتمن فكان الأمين، الأكرم خلقا ،والأصح مسيرة حين تلبدت أرض الوطن بالخطوب ، وحين اختلط الحابل بالنابل ، وحين أصبحت المزايا هي التقرب إلى السلطان حتى لو كان جائرا ، وحين الشراكة في الإثم والظلم زهوا وفخرا ، وحين الأمر العلي أمرا مطاعا.salwa

القاضي الرئيس الدكتور غالب غانم ،ابن الدوحة الغانمية، ضيف ندوتنا هذه الليلة، أنصف الناس قاضيا، وأنصف الكلمة أديبا ، وأنصف الهوية مواطنا سويا، فكان رافع ميزان العدالة إلى رحاب نور الحق الذي يعلو في فكره وعقله ومسيرته.. ولا يعلى عليه، حين لزوم الحق والصبر والكلمة الطيبة صفات نبيلة ،حملها إرثا، تجلى على رحاب الوطن.. شعلة نور وضياء وإبداع.

نرحب بك ، أيها الصديق الكبير لأهل القلم، الحامل لواء الكلمة ،التي قال فيها سيدنا عيسى بن مريم : “في البدء كانت الكلمة “.. فلنبدأ بالكلمات .. كلمات هؤلاء النخب ، الذين هم مجد لبنان.. ومحط اقتداره.

ختاما لا بد من التوجه بالشكر لرئيس هذا المركز، داعم الثقافة وأهلها خصوصا “ندوة الإبداع “، الأستاذ أحمد طباره الذي له منا جميعا كل الشكر والتقدير. كما أتوجه بالشكر للسادة المشاركين في هذه الندوة ولكم جميعا.

كلاب

وتحدثت  د. إلهام كلاب البساط عن “خطوات غالب المتقنة والمتفاعلة والمكتملة والموزعة بين ميزان الحق واجنحة الوحي والحرية”، واصفة غالب غانم ب”الكلمة القانونية الدقيقة المفحمة ذات وحي في الاسلوب واللغة”.

أضافت: “هو فنان، جمع ازميل الكلام الى اشتعال القلم، ودقة الصياغة الى فتنة الكلمة الحرة، الكلمة التي يحتفي بها يكرمها، يفسح لها طريقا ذهبية، يتقن ايجازها ويتملى بوساعتها، يختصر الجواهر بالتماع حبة ماس”.

يونس

اما الدكتور دياب يونس فعرف الحضور بطريقة شعرية على حياة غالب منذ طفولته في قريته ودخوله الى مدرسة الحكمة حتى الدخول الى الجامعة اللبنانية حيث التقاه عام 1963، قائلا: “ملتقانا كان في الجامعة اللبنانية، فطرنا جناحا قرب جناح، وساعدا الى ساعد. هناك، طالعنا الحريات والغوغائية، لبنان الرفاهية والحرمان، لبنان الشرق والغرب، لبنان واشنطن وموسكو وحواضر الثقافة لبنان المتشبث الهوية واللاهث وراء الغير، لبنان الواحد واللبنانات الشتى. في سبيل جامعة وطنية تليق بماضي لبنان ومستقبله، ويرفرف فوقها علم اوحد هو علم الارز، وتنافس الجامعتين اليسوعية والاميركية وتتعداهما وتكون لمختلف ابناء الوطن وبناته الملتقى والمختبر، رحنا معا واخوانا آخرين اعزاء، نناضل ونغالب وننشىء تيار الوعي اللبناني واصوغ واياه في منزله مرتكزات التيار وآفاقه”.

كما ذكر كيفية انتقال غانم من المحاماة الى القضاء، فطوف غانم “في القضاء العدلي والاداري والمدني والجزائي الواقف والجالس، الناطق والصامت، دي القرار وذي الرأي، فكان في كلها لسان لا يكل وقلما لا يشح وعقلا يهدي ومنطقا يستدل وثقافة تغني وتعبيرا يغري”.

قباني

وبدوره، الوزير السابق خالد قباني، رأى ان غالب “استغرق في علم القانون وممارسته واستوى على عرشه، رئيسا لمجلس القضاء الاعلى، مجتهدا وساهرا وحارسا، شاهرا سيف العدالة راسما صورة مشرقة للقاضي النزيه”. واشار الى انه “تمرس في القانون وكتب باسلوب كاد يحول معه القانون الى ادب، مبحرا في اعماق بحار الشعر والادب حتى كاد يتحول بين يديه الى لوحات قانونية مزخرفة، فباتت باسلوبه الاحكام الادبية برصانتها ودقتها نوع من الادب الرائع وقصائد الشعر”.

وشدد على صوابية تكريم غانم، مضيفا: “عرفته وهو على قمة العدالة، رئيسا لمجلس شورى الدولة، عملنا معا، جنبا الى جنب، بتعاون وتناغم، استطيع ان اقول ان مرحلة ترؤسه لهذه المؤسسة القضائية الراقية، كانت مرحلة ذهبية في تاريخ القضاء الاداري”.

نجار
وتحدث في الندوة وزير العدل السابق ابراهيم نجار الذي حضر للشهادة على احد جوانب غانم اي المرفق القضائي، شارحا ان غانم “ابن عائلة ادبية وكوكبة من المبدعين لغة وتراثا وقانونا. وربط انجازاته ببلدته بسكنتا، حيث متانة اللغة من صلابة الصخر وطراوة الفكر من خدشات النسيم وشموخ الرجال من علياء القمم”، مضيفا: “هذا الانتماء وهذه الجذور يزيداني تأملا واعجابا بما شيده الدكتور غالب غانم على مطلات القرية تخليدا لذكرى والده عبدالله غانم وعائلته وهو متحف ومساحة بحث وتأمل ومكتبة تشهد على ما قدمته بسكنتا للمجتمع الثقافي والادبي في كل لبنان”.

وتطرق الى الفترة التي ترافق بها مع غانم، مشددا على انها “ستبقى حقبة نادرة في القضاء والعدل ومحطة متألقة من الذكريات”، ولافتا الى “الموضوعية التي يتميز بها غانم وقلة كلامه النابع من قناعة وحرية واحترام”.

غانم

وختمت الندوة بكلمة للمحامي رفيق غانم، استذكر فيها “بعض الذكريات التي تجمع العائلة بغالب غانم وابداعاته الادبية والقانونية”، معتبرا ان “الوطن ناداه لتلبية النداء ولا يزال حتى اليوم حاضر لتلبية اي نداء الى اي قمة”. وسأل قائلا: “هل نستطيع في يومك هذا ان ندعو الى الثورة البيضاء فندعو الرجال امثالك للمصارحة بالحقيقة والحقيقة ان الوطن ان الشعب والارض والوطن والقيم والدين والانسان في خطر. وقد آن الآوان ان ترتفع الاصوات في وجه الخطر، وان يقود السفينة ربابنة انقياء لصد الريح والقهر والغضب. وانت واحد من هؤلاء الربابنة المدعوين الى قيادة السفينة ونحن ننتظركم على الشاطىء قبل اقلاع السفن بنا الى زوايا الارض الاربع”.

ولفت الى ان “المكرم ليس عاديا بل هو قامة من القامات النهضوية، اذ سلط الضوء على فرادة قلمه فيبقى تاجه الابقى تراثه الفكري والادبي وله فيه محطات وعلامات”، معتبرا انه “اصيل يرفض الشائع ويجري في عروق اللغة العربية نسغا رافضا ان تنزلق او تنحدر”.

وختم : “غالب غانم يمشي لا يتوقف، يسعى الى النور دائما، قائلا في نهاية كلامه: مسيرتك نحو القمم لم تنته بعد، اذا ناداك الوطن الى قمة جديدة لا تتردد لبي النداء”.

وتخلل الندوة وقفات شعرية وكتابات للدكتور غالب غانم قرأت بصوت جهاد الاطرش.

اترك رد