نعت رئاسة الجمهورية في مصر “ببالغ الحزن والأسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة” التي وافتها المنية 
مساء السبت بعد رحلة مع التمثيل بدأت منذ الطفولة قبل نحو 75 عاماً قدمت خلالها أكثر من 90 فيلما سينمائيا ومسلسلات تلفزيونية، وتتقدم بالعزاء من أسرتها ومحبيها من أبناء مصر والعالم العربي إذ فقدت “مصر والعالم العربي… قامة وقيمة فنية مبدعة طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقي”.
أضافت رئاسة الجمهورية في بيان إن الفنانة الراحلة “التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب… ستظل بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية رمزا للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه وأخلاقه”.
توفيت فاتن حمامة مساء السبت 17 يناير 2015 إثر أزمة صحية مفاجئة حيث عولجت في الآونة الأخيرة بمستشفى في القاهرة.
من المقرر أن تشيع الجنازة بعد صلاة ظهر يوم الأحد 18 يناير من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر. وقال مقربون من الفنانة الراحلة إنها أوصت بعدم إقامة سرادق عزاء.
ولدت فاتن أحمد حمامة في السابع من مايو1931، وبدأت رحلة التمثيل في السينما في وقت مبكر حين اشتركت بدور قصير في فيلم “يوم سعيد” (1940) بطولته الموسيقار محمد عبد الوهاب.
عملت مع معظم مخرجي السينما ابتداء من محمد كريم في “يوم سعيد” ثم بركات ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف، انتهاء بخيري بشارة في “يوم مر.. يوم حلو” (1988) وداود عبد السيد في آخر أفلامها “أرض الأحلام” (1993).
شاركت البطولة أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر ابتداء من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، انتهاء بمحمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني.
وأطلق عليها في سبعينيات القرن العشرين لقب “سيدة الشاشة العربية”.
وفي استفتاء حول أفضل مئة فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما أجري عام 1996، حلّت فاتن حمامة في المرتبة الأولى، وتضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها متقدمة على الممثلات المصريات في القرن العشرين.
ومن بين أفلامها في تلك القائمة: “ابن النيل”، “المنزل رقم 13″، “صراع في الوادي”، “دعاء الكروان”، “الحرام”، “إمبراطورية ميم”، “أريد حلا” الذي قدم نقدا لاذعا لقوانين الزواج والطلاق في مصر. وبعد الفيلم ألغت الحكومة المصرية القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن وبالتالي سمحت بالخلع.
ولم تخرج حمامة في ختاراتها السينمائية عن أدوار الفتاة المظلومة أو السيدة الجادة التي تواجه الاضطهاد بالصبر. وحين جربت أداء دور مختلف في “لا أنام” (1957) إخراج صلاح أبو سيف فشل الفيلم تجارياً.
أدت فاتن في هذا الفيلم دور فتاة شريرة مصابة بعقدة تجاه والدها، فلا تحتمل فكرة أن تستمر معه زوجة، كانت تسارع إلى تدبير المكائد لزوجات أبيها. شارك في الفيلم أكبر عدد من النجوم، لم يتح لفيلم آخر أن يجمعهم في تاريخ السينما المصرية، من بينهم: عمر الشريف، يحيى شاهين، رشدي أباظة، عماد حمدي، هند رستم ومريم فخر الدين.
أرجع نقاد فشل “لا أنام” إلى دهشة المشاهدين أو صدمتهم في نجمتهم المفضلة التي عودتهم على نمط محدد، يبدو من عناوين أفلامها السابقة: “ملاك الرحمة”، “نور من السماء”، “اليتيمتان”، “أنا بنت ناس”، “ست البيت”، “ارحم دموعي”، “أشكي لمين”، “ظلموني الناس”، “حب ودموع”
تزوجت فاتن حمامة من المخرج المصري عز الدين ذو الفقار (1919-1963) الذي أخرج لها بعض الأعمال. وبعد طلاقهما وزواجها من عمر الشريف أخرج لها ذو الفقار أفلاما منها “موعد مع السعادة”، شاركتها في بطولته ابنتهما نادية عز الدين ذو الفقار، “طريق الأمل”، “بين الأطلال”، “نهر الحب” بطولة عمر الشريف الذي تزوج وفاتن عام 1955 ولهما ابن هو طارق عمر الشريف.
شاركت فاتن حمامة في بطولة مسلسلات تلفزيونية، من بينها “ضمير أبلة حكمت” و”وجه القمر”.
جوائز وتكريم
نالت فاتن حمامة جوائز في مهرجانات عربية وأجنبية، منها: جائزة من مهرجان طهران (1977) عن فيلم “أفواه وأرانب”، جائزة أحسن ممثلة من مهرجان قرطاج (1988)عن فيلم “يوم مر.. يوم حلو”، وكرمت عن مشوارها الفني في مهرجانات عربية وآخرها “المهرجان الدولي الأول لفيلم المرأة” بالمغرب (2004).
اخر تكريم لها في عيد الفن المصري (14 مارس 2014)، حيث كرمها الرئيس المؤقت انذاك عدلي منصور. وظهرت فاتن حمامة في مايو 2014 ضمن وفد الإعلاميين والفنانين المصريين الذين التقوا الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن حملته الانتخابية حين كان مرشحا للرئاسة. وقطع السيسي حديثه وذهب لمصافحتها وسط تصفيق الحضور.