مليكة كركود (فرانس 24)
ألغت قاعات السينما في المغرب عرض الفيلم الأميركي “الخروج: آلهة وملوك” الذي يروي قصة النبي موسى مع فرعون مصر، بأمر من المركز السينمائي المغربي، بعدما سمح بعرضه سابقا. كما قررت السلطات المصرية منعه بسبب تضمنه “تزييفا للتاريخ”.
قررت السلطات المغربية التراجع عن خطوتها بالسماح بعرض الفيلم الأميركي “الخروج: آلهة وملوك” الذي يروي قصة النبي موسى مع فرعون، للمخرج البريطاني الأصل ريدلي سكوت، بعد أيام من بدء عرضه في أكبر دور السينما العالمية، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام المغربية.
قرار المنع الذي جاء بأمر من المركز السينمائي المغربي، الجهة الرسمية التابعة لوزارة الثقافة المغربية، والتي تتولى تسيير القطاع السينمائي في المملكة وإعطاء تراخيص لازمة لإنتاج أعمال سينمائية أو عرضها، لم يقدم توضيحات رسمية بخصوص قرار المنع، ولا الأسباب المباشرة التي جعلته يمنع عرضه، بعدما كان قد أعطى الضوء الأخضر لذلك، مشيراً إلى أن الفيلم المذكور سيُعرض، باعتباره عملا فنياً حاول تصوير القصة في قالب إبداعي وفق تصوّر المخرج، وأن منع الجمهور دون عمر السادسة عشرة من دخول القاعات التي يعرض فيها الفيلم، تجنباً لفهم مضمونه بطريقة سلبية حسب موقع هسبريس المغربي.
واكتفت بعض القاعات السينمائية المغربية كقاعتي “إيماكس” و”سينما ريف” بالدار البيضاء وأخرى بالرباط، التي كان مقرراً عرض الفيلم فيها بالنشر على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها ألغت العروض بعد ساعات قليلة على إعلان مواعيدها، أن المركز السينمائي المغربي سيوافيها في المستقبل القريب ببلاغ يوضح الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
ميزانية خيالية لعمل سينمائي يغضب المسلمين، اليهود والمسيحيين
“الخروج: آلهة وملوك” الذي بلغت ميزانيته أكثر من 140 مليون دولار، يثير منذ بدء عرضه في بلدان عدة كالولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، الجدل بسبب مسه بالديانات السماوية الثلاث (الإسلامية، اليهودية والمسيحية) ومعتقداتها الجوهرية، إذ يجسد الذات الإلهية في شخصية طفل صغير يتحدث مع النبي موسى، وتجسيد شخصية النبي موسى نفسه التي تقمصها الممثل البريطاني كريستيان بيل، وهذا ممنوع عند المسلمين، بالإضافة إلى قصة شق النبي موسى البحر وخروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون، والتي تتناقض مع ما جاء في القرآن، حيث شق النبي موسى البحر بعصاه مثلما أنزل في القرآن، بينما انشق البحر في الفيلم بفضل سقوط كويكب صغير عليه.
منع عرض الفيلم في مصر
“الخروج: آلهة وملوك” يثير الجدل مجدداً، حول مدى حرية الفن السابع في تناوله وتجسيده لقضايا جوهرية مرتبطة بالأديان السماوية، آخرها كان فيلم “نوح” الذي لاقى تنديدا كبيرا في 2013 ومنعت غالبية الدول العربية والإسلامية عرضه.
الأمر نفسه كان مع فيلم “براءة المسلمين”(2012) الذي أساء إلى رسول المسلمين محمد في وأحدث ردود فعل عنيفة، قتل فيها عشرات الأشخاص عبر العالم.
ولتفادي تظاهرات وأعمال عنف في مصر، حيث صورت أجزاء من “الخروج: آلهة وملوك”، قررت السلطات المصرية منع عرض الفيلم فيها، وقال وزير الثقافة المصري جابر عصوف إنه تقرر منع عرضه بسبب تضمنه “تزييفا للتاريخ”.
مؤكد أن قرار المنع اتخذته وزارة الثقافة ولا علاقة للأزهر به، لأنه “فيلم صهيوني بامتياز، فهو يعرض التاريخ من وجهة نظر صهيونية ويتضمن تزييفا للوقائع التاريخية لهذا تقرر منع عرضه في مصر”.