أيُّ صوتٍ غير صوت هبة القواس يمكنه أن يخترق الأثير بسرعة الطيران المخترِق للغيم ليجمع العوالم بلحظة؟
من أجل صفات ذلك الصوت وتمدّده الواسع وذبذباته القوية والمتنوعة، من أجل ربطها العالم الغربي بالشرقي عبْر أدائها وموسيقاها، اختيرَتْ المؤلفة الموسيقية والسوبرانو القواس، كي تطلق بصوتها فصلاً جديداً في تاريخ الطيران المعاصر الذي أحدث ثورة على المستوى العلمي والبيئي والصحي للإنسان، من خلال أول طائرة إيرباص من نوعها تنطلق الى قطر من مدرج مطار تولوز الفرنسي. وقد حضر المسؤولون الرسميون عن هذا الحدث وحشْد كبير من الإعلاميين الأجانب الذين واكبوا الانطلاقة المهمة لصوت القواس والطائرة المحلِّقة في الجوّ.
غنّت السوبرانو لحناً من “عرس فيغارو” لموزارت قبل أن تؤدي لحن ” لمّا بدا يتثنّى” الأندلسي بتوزيع القواس، الذي أظهرتْ فيه براعتها بالتنقّل بين الطبقات الصوتية المنخفضة والعالية كمَن يسبح بين الغيوم وقعْر المحيطات! فأذهلت الحاضرين باحترافها وسِحْر صوتها الليريكي وأدائها الدرامي على اختلاف أنماطه.
هذا وقد رافقتها أوركسترا الكابيتول الوطنية لتولوز بقيادة بيار بلوز أمام عدسات الكاميرا والتلفزيون القادمة من مختلف أنحاء العالم، وقدّمتْ الحفل الممثلة والإعلامية ميليسا بيل.
صفحة لامعةٌ خطَّتْها هبة القواس في سجلّ لبنان والعالم العربي الحديث، الذي باسمهما تغني وتواكب أهم الإنجازات المُشرِقة، مِن تلك المتشرِّبة بالأصالة حتى الأكثرها عصرية.