الأديب أحمد الصغير
استعد للنوم كأحسن ما يكون الاستعداد … فقد غيّر ملابسه، غسل رجليه بماء فاتر وصابون… حكّ اسنانه بفرشاة ومعجون برائحة النعناع … وضع على إبطيه قليلا من مزيل رائحة العرق… سوّى فراشه فأزال عنه الثنايا والتطبيقات فاذا هو ناعم دافئ كامرأة.
استلقى على ظهره فقد اعتاد ذلك قبل أن يدركه النعاس… رفع بصره باتجاه السماء، فهو ينام فوق سطح داره في ايام الصيف الحارة…
السماء تغطي جزءاً كبيرا من الأرض، وذلك أقصى ما بلغ إليه بصره… أعجبته زينة السماء، فعنّ له أن يحتسب ما احتوته من نجوم متلألأة برّاقة،
وبدأ يعد … واحد… اثنان … عشرة… عشرون… واحد وأربعون … تثاءب، ابتسم، فقد غلبه النعاس فقرر أن يضع علامة عند آخر نجم عدّه.
في الليلة الموالية ضاعت عنه العلامة… فبدأ العد من جديد.