في لفتة رمزية استثنائية، أقام البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس قداس عيد الميلاد في كنيسة مار الياس في حلب. وعاونه في الخدمة سيادة الأسقف نقولا بعلبكي ووكيل مطران حلب الأرشمندريت موسى الخصي والآباء الكهنة والشمامسة.
القداس الذي حضره حشد كبير من المؤمنين، كان مناسبة شدد فيها البطريرك على أن الكنيسة الأنطاكية ستبقى حية في أرض آبائها وأجدادها مهما اشتدت الصعاب.
الخصي
وفي نهاية القداس ألقى الأرشمندريت الخصي كلمة رحب فيها بالبطريرك الأب الذي يفتقد أبناءه في وقت الشدة. واعتبر بأن حلب اليوم بكل شعبها تبتهج بحضور البطريرك في بيته “المتهلل والمتواضع والمليء بدفء المحبة”. ثمّ اودع الأرشمندريت موسى جائزة حقوق الإنسان، التي كانت قد منحت للمطران بولس يازجي في المانيا، الى البطريرك كأمانة راجياً منه تسليمها الى مطران حلب المخطوف عند عودته.
كما قدم الارشمندريت الخصي للبطريرك، باسم الرعية، قنديلاً وطلب اليه أن يصلي من أجل مطراني حلب المخطوفين، ومن أجل حلب الجريحة وشعبها الطيب.
يازجي
من جهته، عبّر البطريرك في كلمة مؤثرة عن معنى الميلاد وعن بالغ سعادته بوجوده بين أبنائه في حلب. وتطرق إلى موضوع “المطرانين المخطوفين الغائبين الحاضرين في صلاة الجميع”. وقال: “سيدنا بولس اليوم يسمعنا ولو بعدت المسافات”. وتابع: “صلاتنا اليوم من أجل كل الناس ومن أجل كل مخطوف وكل أم ثكلى وحزينة، صلاتنا اليوم من أجل السلام في سوريا وفي كل العالم، صلاتنا اليوم من أجل عودة المطرانين بولس ويوحنا”.
وختم عظته، مخاطبا ابناءه في الكرسي الانطاكي، بالقول: “من حلب الجريحة والصامدة والقائمة ومن كنيسة مار الياس الحي أبعث بالبركة الرسولية إلى كل أبنائنا في سوريا ولبنان والمشرق وكل العالم”. ونوه بصمود أبناء الرعية في حلب وبعيشهم قولاً وفعلاً الرجاء في الإيمان، معتبرا بأنّ “المسيحيين باقون في أرضهم مهما اشتدت الصعاب، وحلب شاهدة على ذلك”. ثمّ اجتمع البطريرك بالرعية في صالة الكنيسة.