عامٌ من الحزن التشكيلي

الشاعر محمد حرب الرمحي

MHAMAD-HARB-RMEIHY-1

عامٌ يُسلٍمنا لعام
لونٌ يُسلمنا للون
ومتاهة الوقتِ الطويلِ
جدائلاً فوق الزمن
تحبو وجوهَ المُتعبين
ولا مرايا للطريق
والغيمُ ريشة قادمٍ
تمضي على قيدِ المطر
والأرض حافية
على دربِ الوطن
عامٌ
من الحزن الملوّنِ بالوجَع
سيقان عذراوات
لفّوا فوقها سيجارهم
أكلوا البَجَع
وتقاسموا قِطَعَ البَدَن
عامٌ
تربّعَ في احتلالِ بلادِنا
إلا فلسطين الصغيرة
ربما كانت تنامُ
على سريرِ قصيدتي
أو ربما كانت تخبىءُ رأسها
بين المرايا حين مرَّ أمامها
ظلُ الكَفَن !
قَبلَ الخِتامِ
وقبلَ أن يمضي انتظارُكَ
بين أسفاري انتظار
قبلَ الرحيلِ
وقبلَ أن يَصِلَ المسافِرُ للمطار
إختِم جوازَكَ وانتظِر
قلِّب عيونكَ في وجوه الراحلين
نَم في الدموعِ
ككلِ أطفالِ الحنين المُتعبين
ضَع في الحقيبةِ
ما تبقّى من نهار !
عامٌ يُسلِمنا لعام
كَشْفُ السحابِ
أمام توقيعِ المطر :
الصمتُ يبكي خلفَ شُباكِ الحنينِ
وتلوحُ كل بناتهِ حُزناً
على كَتفِ القصيدةِ والخيال
وأنا المسافرُ للزوال
خلفي صبايا من زجاج
خلفي غُبار
يا سيدي ردَّ الحجابَ بخيمتِك
سُدَّ الطريقَ بكلِ أغصانِ النخيل
لا تُدخِلَ الآتي إليكَ بمستحيل
أنتَ الدخيل
جئتَ القصيدة قاصِراً
حتى تَرُدَ إلى الصحاري الجُلنار!

ramhi

*******

اللوحة للفنان مرتضى كاتوزيان

اترك رد