تحت عنوان “كلمات وحكايات”، ومتخطياً أصوات العنف والإرهاب، انطلق صالون الكتاب الفرنكفوني في دورته الـ 21 في مركز المعارض (بيال) في بيروت (31 أكتوبر- 9 نوفمبر)،الذي ينظمه المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية في لبنان بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة مستوردي الكتب في لبنان، مشكلا مساحة يجتمع فيها دور النشر ومحبو الثقافة والفنون المختلفة، الكبار والأطفال، ويشاركون في ورش عمل يطلعون خلالها على أنواع الفنون المختلفة، ويستقبل للسنة الثالثة على جائزة الأدب الفرانكفوني الإقليمي “لائحة غونكور/ خيار الشرق، التي منحت للكاتب الجزائري كامل داود على روايته “مارسو – التحقيق المضاد” الصادرة عن دار “أكت سود” الفرنسية. وجوائز أخرى…
ثلاث مناطق فرنسية كبرى تشارك في صالون الكتاب الفرنكفوني وتنظم تظاهرات ثقافية في حضور أدباء ومؤلفين كبار ومحترفين في صناعة الكتاب، هي: “بروفانس ألب كوت دازور”، “إيل دو فرانس”، و”كورسيكا”. يندرج ذلك ضمن اللقاءات المخصصة مع الناشرين، وأصحاب المكتبات، مستوردي الكتب… فضلا عن ورش عمل ينظمها المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية في لبنان بالتعاون مع وزارة الثقافة في لبنان لأصحاب المكتبات في لبنان تحت عنوان “بناء سياسة الكسب”، ضمن إطار “صندوق التضامن” التابع لوزارة الخارجية الفرنسية.
في محاولة منه لاحتضان الثقافات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، يستقبل الصالون جناحاً لناشري الكتب العربية اللبنانيين، ويخصص جناحاً للشباب والأطفال وآخر للكتب الفرنسية المترجمة إلى العربية. فضلا عن منصات خمسة للمناقشة مع جورجيا مخلوف حول روايتها “الغائبون” الحائزة جائزة “ليوبولد سيدار سنغور” للرواية الفرنكوفونية الأولى، فينوس خوري غاتا وصلاح ستيتيه، هنري لورنس حول كتابه “إرنست رونان، العلم والدين والجمهورية” (منشورات أوديل جاكوب). يتمحور الكتاب على المستشرق والمؤرخ والفيلسوف رونان الذي وصفه أناتول فرانس بـ”أحد أكبر العباقرة في زمنه”، لمناسبة ذكرى 150 سنة على إلقاء محاضرته الافتتاحية في “كوليج دو فرانس”… كل ذلك لتعزيز اللقاءات بين الطلاب والكتّاب والمؤلفين.
المعرض الأكبر في الصالون توقعه المصورة الفوتوغرافية حنّة أسولين التي تدعو الجمهور، من خلال صور فوتوغرافية، إلى اكتشاف أيدي الكتّاب: باتريك موديانو، أمين معلوف، شريف مجدلاني…
صدى لبيروت
“صالون الكتاب الفرنكفوني” صدى لبيروت التي تنقل حكايات تتردد على الألسنة، وتتفاطع الثقافات في هذا المكان الحافل بالتبادل والتلاقي. هذه الحكايات بالذات تعكس صورة لبنان وغناه الثقافي، لذلك اعتمدها الصالون شعاراً له، بعدما فرض نفسه كأحد أماكن اللقاء المميزة والخاصة لعشاق الأدب الذين يروون عطشهم إلى الجديد والحوار والتبادل.
“كلمات وحكايات”، مناسبة للتذكير بأن الكتاب يبقى الوسيلة الأفضل لسرد الحكايات ونقل المشاعر والأفكار والانتباه إلى التاريخ ومساره الدراماتيكي أحياناً…
من خلال السماح للأدباء من أنحاء العالم بتقديم جديدهم في الصالون، تنظيم مناقشات وندوات ونشاطات ثقافية مختلفة، يدافع الصالون عن قيم التسامح والتلاقي والتبادل لفرنكفونية منفتحة على العالم وعلى التعددية في استعمال الفرنسية.
صالون الكتاب الفرنكفوني جسر بين الأدباء والقراء بين الناشرين واصحاب المكتبات والمؤسسات التي تؤمن بحرية الإبداع والتعبير.
على عادته كل عام، يتجاوز صالون الكتاب الرنكفوني في بيروت التناقضات السياسية والمجتمعات وحتى اللغات، ويحتضن مؤلفات وكتب في شتى الفنون والأنواع الأدبية والقضايا الإنسانية المختلفة…. ضمن هذا البعد تندرج جائزة غونكور/ خيار الشرق، التي انفتحت لجنة تحكيمها من الطلاب على أربعة بلدان جديدة هي: دجيبوتي،الإمارات العربية المتحدة، السودان واليمن.
بفضل رعاة الصالون والعارضين، وبفضل الأدباء المشاركين والزوار، يتحوّل صالون الكتاب الفرنكفوني على مدى أيام عشرة إلى محور الفرنكفونية والحياة الثقافية في بيروت. فيما ضجيج الإرهاب والخوف يهدد بخنق صوت الأدباء والكتاب، يدعو صالون الكتاب الفرنكفوني إلى الاحتفال بالتعددية والتنوّع والحوار والقيم التي يتقاسمها لبنان مع البلدان الفرنكفونية.
في هذا الإطار، يشهد الصالون مجموعة من المسابقات والجوائز من بينها: جائزة فينيكس، جائزة القراء اليافعين، جائزة النقاد الشباب، جائزة ناديا تويني للشعر، الجائزة الأدبية للطلاب، الجائزة الأدبية زيرياب لأفضل كتاب عن الطهو، جائزة المسارات الإنسانية…
يتنوع برنامج الصالون، تماماً كما السنوات السابقة، من أبرز محطاته : طاولات مستديرة حول الصحافة الفرنكفونية الصادرة في العالم العربي، وحول أدب الأطفال الخيالي والعلمي، حوارات مع أدباء فرانكفونيين، من بينهم مارك لامبرون من الأكاديمية الفرنسية، صلاح ستيتيه أو ديدييه دوكوان من أكاديمية غونكور، وأجنحة مختلفة من بينها “قرية الفنون” التي تجمع أكبر عدد من ناشرين كتب الفنون الفرنسيين…