“تاريخ سورية الحديث.. عهد حافظ الاسد 1971 – 2000”

الكاتب جورج جحا

بعد كتابه المتمحور حول تاريخ سوريا، من ثورة الشريف حسين إلى حركة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد guilaf tarik souryiaالتصحيحية، أصدر الباحث هاشم عثمان كتاباً جديداً عن تاريخ سوريا في عهد حافظ الاسد، في عنوان “تاريخ سورية الحديث.. عهد حافظ الاسد 1971 – 2000” (دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت)، يتناول فيه النظام وسيئاته، لكنه يكتب بقدر واضح من التعاطف، لا يمكن تجاهله مع الرئيس الأسد نفسه.

يضمّ الكتاب مقدمة تلاها فصل بعنوان “حافظ الاسد.. ملامح من سيرته وشخصيته. الطريق الى السلطة.. على كرسي الرئاسة”.

وبعد ذلك تناول الكتاب خمس ولايات للرئيس الراحل: الأولى من 1971 إلى 1978، الثانية من 1978 إلى 1985، الثالثة من 1985 إلى 1992، الرابعة من 1992 إلى 1999، أما الخامسة فامتدت من 1999 إلى 10/6/ 2000. من ثم أفرد الكتاب باباً للوثائق وآخر للمصادر والمراجع ثم فهرساً للإعلام وآخر للأماكن.

سلبيات الحكم

المقدمة أقرب إلى سجل للخلاصات والسمات التي ميزت عهد الرئيس حافظ الاسد في ولاياته الخمس، قال: “الحديث عن عهد الرئيس حافظ الأسد على درجة كبيرة من الصعوبة والحساسية. ووجه الصعوبة فيه أن الرئيس الأسد لا يزال حياً في أذهان فئة كبيرة من الناس لا تقبل ولا تتحمل أي كلمة نقد توجه إلى حكمه فهو في نظرها فوق كل انتقاد.” وخلص إلى الاستشهاد ببيتين من الشعر من لامية ابن الوردي وقال:”مع علمنا وقناعتنا التامة بأنه لا يوجد في العالم نظام كله نظام حكم مثالي و:

إن نصف الناس أعداء لمن ولّي الأحكام، هذا إن عدل
ليس يخلو المرء من ضد ولو حاول العزلة في رأس الجبل

فإن لحكم الرئيس حافظ الاسد ككل حكم في الدنيا إيجابياته وسلبياته، والحديث عن السلبيات ليس طعنا في شخص الرئيس الاسد”.

واستعرض الكتاب ما قال إنها سلبيات لحكم الرئيس الراحل، وحصرها في: الفساد، كثرة مرافقي كبار المسؤولين العسكريين والحزبيين والحكوميين، تحركهم بسيارات فارهة رغم الأزمات الاقتصادية، المزايا التي يتمتع بها أبناء المسؤولين، تقديس القائد وظاهرة الرشوة في المعاملات.كتاب جديد لهاشم عثمان عن تاريخ سوريا الحديث يتناول حقبة حافظ الأسد

وتحدث كذلك عن “ظاهرة الغش” و”هدر المال العام” و”المبالغة في توقيف الناس بأمر عرفي ولمدد طويلة لأسباب تافهة” و”تزوير الانتخابات والضغط على المرشحين غير البعثيين”.

ملامح من سيرة

في فصل “حافظ الأسد.. ملامح من سيرته وشخصيته” تحدث المؤلف عن مولده عام 1930 ودراسته الاولى وثقافته، وقال إن لقب الاسد اطلقه المطران المسيحي ارسلانيوس حداد على الجد سليمان، الذي أمن حماية المسيحيين من الاضطهاد وإيوائهم أيام الحرب العالمية الاولى، ولما رأى هيئته قال بفورة حماسة: “هذا أسد”.

دخل الرئيس الراحل كلية الطيران وتخرج طياراً حربيا. وسرح من الخدمة بعد وقوع الانفصال بين مصر وسوريا سنة 1961، ولما استولى حزب البعث على الحكم في الثامن من اذار مارس 1963، أعيد إلى الخدمة ليبدأ نجمه في الصعود ويرفع في أقل من سنتين من رتبة رائد إلى رتبة لواء طيار.. وعين قائدا للقوى الجوية، وانتخب عضواً في المجلس الوطني لقيادة الثورة”.

كذلك انتخب عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث، وتولى وزارة الدفاع أربع مرات قبل أن يصبح رئيسا للدولة.
يتضمن الكتاب أقوالا وشهادات لشخصيات مهمة حول الرئيس السوري الراحل، من بينها الصحافي والوزير اللبناني محسن دلول الذي قال:”الاسد كان شخصاً فريداً من نوعه فعلا، وأذكر بعد أول جلسة مع الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط أخذ هذا الأخير به، نظرا إلى تعليقاته وهدوئه وعمقه”.

وأورد وزير الخارجية الأميركي السابق سايروس فانس في مذكراته: “كان الرئيس الاسد واحداً من آخر الزعماء الأقوياء والمتشددين ويتمتع بذهن حاد ونفاذ، ويحكمه الاهتمام بالتضامن العربي.. إنه زعيم مؤثر ورجل تعلمت أن احترمه وأحبه… تأثر الرئيس (جيمي) كارتر بصراحة الرئيس الاسد وذكائه”.

وأخذ عن الصحافي الفرنسي الشهير اريك رولو قوله: “الاسد يتمتع بحنكة سياسية كبيرة. يتأمل كثيرا ويلم بكل التفاصيل”.

ونقل عن هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق قوله إن ما وصف به ستالين يصح في حافظ الأسد وهو أنه “إذا وعد وفى وإذا التزم نفذ التزامه كاملا.”

(رويترز)

اترك رد