بقلم: د. نسيم شلهوب
فـــــي مـــطـــلــــع ِ الـــشَّـــبــــاب فــــــــــي قـــــريــــــــتــــــــــــي
تــــفــــتـَّـحــت فــيَّ بـــراعــــــم
فــــي داخـــلـــــــي سَــــكـَـــنــــــتْ اُنــــثــــــى عـــلـــى أوتـــاري
عَـــــــزَفــــــــت مــــــلاحـــــــــم
طــــيــــفـُـــهــــــا يُــــدغــــدِغـُــــنـــي فــــــــــي صـــحـــــوتـــــي
أو إن كـــــــنــــــتُ نــــــائــــــــم
حـــبـــيــــبــــة ٌ لا أعـــرِفـُـــهـــــا كـــــــلُّ الأســــمــــاءِ لـــهـــــا
بــــــهـــــــا أنــــــــا هــــــائــــــــم
**********
أ ُحـــجــــيَـــــة ٌعـــايــشـتـــنـــي زمــنـًـــا مــــــلأت نــــفــســــــي
شــــغــــــفـًـــــــا وطـــــلاســـــــم
بـــحـــثــــتُ عـــنـــهـــــــا فـــــي الـــوجــــــوهِ فــي الــجــســــوم
فــــــــــي زورق ٍ عــــــائــــــــم
**********
مــرَّ بــيَ الــعــمـــرُ أحــداثـُـهُ تــوالــت وهــي فــي غـــيــبـِـهــا
حــــــــبـّـُــــهــــــــــا دائــــــــــــم
لا أعــرفُ مـن وجـهِــهـــا إلاّ مــــا أ ُحـــبـّـُــهُ ومــا تـــبـــقـّـــى
فــــــي الــــنـّـَـــفـــــس غـــائـــــم
زمــانٌ تــطـــاولَ أضــنـــانــــي فـــيــــهِ وَجـــدٌ والــــحـــــــالُ
عــــلـــــى حــــالِـــــهِ قـــــائـــــم
**********
فــــجــــــأةً لاحَ وجــــهُــــــكِ فـــــي الــــعـــــيـــــن دَمـــــعٌ
وفــي الـــنـّـَـفــس عــظــائــم
كـــنـــتِ تـَـشــكـــيــــنَ وكــنـــتُ مـــن بـــيـــن الـــرُّمــوش
أرى وعـــــدًا يـــتــعـــاظـــم
ومـــــــن د ون أن أد ري قَـــــسَـــــــوتُ وقــــــلــــــــتُ:
مــــن غـــيــــر الـــمُــلائـــم
أن أبـــوحَ لِــمَــن عَــرَفـــتـُـهـــا قـــبـــلَ أن أراها بـــحــــبٍّ
مـــنـــذُ الـطـّـُـفــولـةِ نــائـــم
**********
لأمـــرٍ لا أذكـُــرُهُ دعــوتـُـــكِ لــغـــايــــةٍ لا أنــســـاهــــــا
وَددْتُ رؤيــــــــــــــــــــا كِ
ابـــــتــــســــــمَ الــــــدَّهــــــــرُ رقـــــــصَ الـــــــقَـــــــــدَرُ
يـــــــومَ لـُــــقــــــيــــــــا كِ
مَـــن سَــكـَــنـــتـْـــنـــي دَهـــرًا وأرَّقـــتـــنـــي لــيــالــيًـــا
خــفـّـَـتْ تـُعــانِـقُ خُـطـاكِ
وفــي الأثــيـــرِ تــلاقَـــيـــتـُــمـــا تــمــــازجــــتـُــمــــــــا
ارتــاحـــت لـسُـكـــنـــــاكِ
**********
افـــتــــرَّ ثــــغــــرُ الـــبـــابِ عـــن قِـــوام ٍ يــــتـــــدلـّــــل
فــــــاحَ عــــطـــــرُكِ سِـــحــــرٌ غــــريــــبٌ تـــســلـَّـــلَ
يُـــعـــطـــيــــكِ إشــــراقـــــة ً مُــــحــــيّـــــاكِ تــكـــلـّـــل
قَـــفَــــزَ الـــقَـــلــــبُ يُــســابِــقُ الـــعــــيـــــنَ يُــهـــلـّــل
مــنَ الأعــمـــاقِ يــقـــولُ :هـــواكِ لـلـمُـحــرّمــات حــلـّــل
***********
أخــــذتــــنـــــي دَهــشــــــة ٌ كــــيــــــفَ فـــــي ثـــــــوان ٍ
اخـــــتـُـــصِـــــرَ عـــمـــــرٌ حـــــلـــــــمٌ تــــحـــــقـَّـــــــقْ
جــــاشــــــتْ مــشــاعـــــري هـــــــــدأ بــــحــــثــــــــي
انــــتــــهــــى زمـــــــــنٌ عـــشـــــتُ فــــيــــهِ مـــــؤرَّقْ
تـحـيَّـة ً ألـقـَيـتِ كـلّي أجـابـكِ شـعــرتُ الـمسافـاتِ تــنـهـار
تــــــتــــــمــــــــزَّقْ
************
مـــددتُ نـــحــــوكِ يـــــدًا تُـــصــــافِــــــحُ كـــــفّـَـــكِ
تـــــتــــــأكّـَـــد هــــل أنــــتِ واقـــــعٌ مُـــحــــقّــــــق؟
لـــــــســــــــتُ أدري مـــــا الـّــــذي اجـــتـــاحَـــنـــي؟
عـــــطـــــرُكِ فـــــي الـــــعــــــــروقِ تــــــدفـّـــــــــق؟
نــســيـــتُ بـــيـــن أنـــامـــلــــكِ يــــدي حــــدَّقـــــــتُ
فـــــي الــــوجــــــهِ …… نـــــــــورًا تـــــــرقـــــــــرق
ســـحـــــرُكِ أعــــمـــــاقـــــــي غـــــزا أحـــســـســــتُ
مـــنـــــاعَـــتــــي تـــتـــهــــاوى نـــفــسـي تـــتــشــقّـــقْ
نــظـــراتُــــكِ الــخَــجــلـــى يُـــنـــبـــــوعُ حــــنــــــانٍ
تــــومِـــضُ بـــريـــقـًـــا لــهــــا الـــقـــلـــبُ يــخـــفــــقْ
لـحـظـاتٌ تـــوازت بـعـمــرٍ مِــنَ الــكـــونِ سَــرَقــتــنــا
كـــــأنَّ واحِــــــدنــــــــا لـــــلآخــــــــر خُــــــلـــــــــقْ
***********
فـــــوقَ كــــرســــيٍّ مُـــقــــابـــــلٍ جــــلـــســـــتِ
طـاولــة ٌ فــصـلــت بـيـنـنـا تـمــنـّـيــتُ لـهـا تـغــرقْ
كــانـسِــيـــابِ جـدولٍ، بـــيــنــنــا الـحــديــثُ جَـرى
مــســافــــاتٍ يُـــــبــــــدِّدُ حُـــجُـــــبٌ تـُـــمــــــزَّقْ
ومــــن غـــيــــرِ مُـــقـــدِّمــــاتٍ مَـــددتِ لــي يـــدًا
تــــرتـــجِـــــفُ تـــحـــمِـــلـُـــكِ فـــــوق الــــورقْ
قـــلـــــتِ : هـــذه أيّــامـــي هـــذه مُــعــانـــاتـــــي
كـــتـــبـــتُـهــــا بـــدمــــي حــمّـَـلــتُهـا ســرَّ الـقـلـقْ
ارتـَـــفـــعَــــت يـــــدي نــحـــو الــكــنـــزِ تــأخُـــذُهُ
بــــإحــســـاس ِ مَــــــن مِــــنَ الــــقــــدس ِ سَــــرَقْ
**********
الــقـلــبُ فـي الـصَّـدرِ يـقـرع الأوصـالُ تــرتــعــد
والــــجَـــــبــــــيــــــنُ يـــــنـــــــداهُ الـــــعَــــــرَقْ
قــرأتُ عـلـى مَسامـعِــكِ بــعــضَهــا بــمــشـاعِـــرَ
تــــشِــــفُّ وصــوتٍ أرَقّْ
خــفــتُ مِـــنَ الــوقــتِ يـسـرِقـُـنـي بـغــفــلـةٍ مـنّـي
وعــيــونــي فـي الــورَقْ
فــــي أحــــــدِ أدراجــــــي وضــعــــــتـُــهـــــــا
تُــــؤاخــــي مـــــن ذكــــريـــاتـــي مـــا طـــــابَ
ومـا عـلى الــنـّـفــس شـقّْ
نَـهـِـمًـــا عـــدتُ إلــيـــكِ صــوتُـــكِ شَــجـِـــــنٌ
مـن قـَسـوةِ الـدَّهـرِ شَـهَـقْ
**********
قــلـتِ: هـُـوَّةٌ فــي الـصَّدرِ تُــلـهِـــبُ أحــشــائــــي
ألــمُـهـا قاتـلٌ مرٌّ كالعـلقْ
انــفــطـرَمـنـي الـقـلـبُ إحساسًـا وحـزنًا يُـشــاطِــرُكِ
والــلّـِســانُ انـــطـــلـــق
قــــلــــتُ: لا تــخــافــي الــحـــيـــاةُ تـــبــسُــمُ لــكِ
والله يـرعـى مَــن خَـلـق
**********
وقـــبـــلَ أن تــنــصـرفـي قــبـلـة ً بريـئة ً زرعــتـُهـا
فــــــــي وجــــنـــــــــةٍ نـــديَّـــــةٍ كــالـــحــــبــــق
ثـــارت لــهـــا ثــائــــرةٌ تُـعــلـِــنُ عـــن جَــــرَس ٍ
فــــي قَــــعـــــرِ عــــمـــــــقِ الـــــنّـَـفــــــــــس ِ دقّ
أنــــا لا أعـــرِفـُــكَ كــيــفَ؟ ولِـمـاذا قــبّــَلــتـَـنـي؟
ومَـــــن أعــــطــــاكَ فـــي تــقــبـــيــلــــي حَــــق؟
لــســـتُ عــــن الــحــــقِّ أبــحــــث ولا أعــــلــــم
لـــمـــاذا الـــعــــبـــيــــرُ مـــنَ الـــــوردِ سُــــــرِق
دَعـــانــــي مـــن داخـلــي داع ٍ بــعــدَ أن رحــيــقَ
عِــــطـــــركِ فـــــــي الــــصَّـــــدرِ عَــــــبَـــــــق
**********
عــلــى نــفــسِـهــــا دارَت فــــــي ردِّها حــــــارت
سَــــبـــــعٌ مـــــنَ الــــسّـــنـــــواتِ فــــجّــــــــر
نـارُ الــشّــفـــاه أشـعــلــتْ وَجـنــتــهــا جــلــيـــدُ
الــعــمــــر ذاب ســيــفٌ فــي الــنـّـفـــس عَــبـــر
قــطـَـعَ الــقـَـبْــلَ رمـــاهُ حـــدّد مـُـسـتـــقـــبَـــــلا ً
دقــائــقَ أحـداثِـــهِ رَسْــمُ الـــقــضــاءِ والــقـــــدر