ترأس متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك المطران كيرلس سليم بسترس الصلاة ظهر لراحة نفس المرحومة كلاديس جوزف تابت، أرملة المرحوم جوزف أنطوان سكاف وشقيقة مارلين زوجة النائب بطرس حرب، في كنيسة سيدة الانتقال في الاشرفية، عاونه كل من رئيس اساقفة بيروت للموارنة بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وراعي ابرشية البترون للموارنة منير خيرالله والأب فادي ثابت.
ألقى بسترس عظة استهلها بالقول: “عيد الغطاس هو عيد ظهور الثالوث الأقدس وعيد اعتلان يسوع المسيح ابن الله المخلص. إن نزول يسوع إلى نهر الأردن يرمز إلى نزوله إلى الموت، وصعوده منه يرمز إلى قيامته من بين الأموات.
يسوع هو ابن الله الحبيب الذي أرسله الله إلينا لمنحنا الخلاص. والخلاص هو اولا في التبني الالهي. فكل مؤمن يعتمد مع المسيح يصير على مثاله ابن الله. وكل مرة نعمد طفلا باسم يسوع، نسمع في داخلنا صوت الله الآب يقول عن هذا الطفل كما قال عن يسوع: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”.
والخلاص هو ثانيا في مغفرة الخطايا والحصول على الحياة الأبدية. إن يسوع بموته على الصليب، غفر خطايا العالم، وبقيامته منحنا الحياة الأبدية. الإنسان يخاف من الموت، لأنه يخاف من المجهول. لكن الموت، من بعد قيامة المسيح، لم يعد ذلك الأمر المخيف. إيماننا بالحياة الأبدية ينقذنا وحده من وطأة الموت، المسيحي لا يموت بل ينتقل مع المسيح القائم من بين الإموات الى مجد السماء. هذا ما نرجوه للمرحومة كلاديس التي نودعها اليوم”
أضاف: “كلاديس جوزيف تابت من مواليد بحمدون سنة 1941، تزوجت سنة 1961 المرحوم جوزف انطون سكاف، ورزقت منه ولدان أنطون رئيس مجلس إدارة شركات عدة، وجورج رجل أعمال يعيش في المهجر. هي الكبرى بين شقيقيها طوني والمحامي مارون، وشقيقتيها عفاف ومارلين زوجة الشيخ بطرس حرب. فكانت الاخت المحبة والمخلصة لهم، يلجأون إليها للأخذ برأيها كلما صعبت عليهم أمور الحياة. كانت عرابة جميع أولادهم، ربتهم ورعتهم وحضنتهم، فأحبوها مثل والدتهم.
أحبت زحلة والبقاع وهي من أبرز مؤسسي رابطة آل سكاف. كما أحبت مسقط رأسها بحمدون، فشاركت أهل منطقتها مناسباتهم في الأفراح والاحزان، بحيث كونت مجموعة كبيرة من الأصدقاء والمحبين الذين جاؤوا اليوم ليصلوا من أجل روحها الطاهرة.
كلاديس لا تختصر بكلمات وجيزة. فهي الأم الحنون والزوجة الصالحة والصديقة الوفية. عرفت بكرمها وعطائها ومساعدتها للمحتاجين، كما اشتهرت بحسن ضيافتها. كانت تحب الناس، فأحبها الجميع، سحرت كل من التقاها أو تعرف عليها بحرارتها وعاطفتها وتواضعها.
جمالها وحسن اخلاقها توجاها ملكة على عرش الجمال في العام 1960. كذلك انعكس الجمال على روحها وشخصيتها، فإذا بها تصبح الناشطة الاجتماعية الأولى من خلال مشاركتها في جميع النشاطات والمناسبات الاجتماعية والسياسية. إن إيمانها الكبير جعلها تتحمل مرضها الطويل بصبر وشجاعة. حتى خلال مرضها وهي تصارع الموت، جعلت من إيمانها مصدر قوة لعائلتها. فلم تفارقها الابتسامة حتى في آخر أيام حياتها”.
وتابع: “في هذه الايام المقدسة التي احتفلنا فيها بميلاد المخلص ونحتفل اليوم بعماده في نهر الاردن، نرجو أن تكون وفاة المرحومة كلاديس ميلاداً إلى حياة جديدة في المدينة السماوية التي يقول عنها سفر الرؤيا: هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، ولا يكون بعد موت، ولا نوح ولا نحيب ولا وجع، لأن الأوضاع الأولى قد مضت”. وختم بسترس مقدما التعزية لعائلتها وأقاربها واصدقائها.