حاضر البروفسور الدكتور فيليب سالم في جامعة سيدني- أستراليا حول الهوية والانتماء والانتشار بدعوة من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة الدكتورة فاديا غصين والمركز الماروني للدراسات برئاسة الدكتور جان طربيه واصدقاء الراحل بطرس عنداري.
قدم المحاضرة المحامي فيليب سالم، وتحدث فيها المطران أنطوان طربيه، راعي الأبرشية المارونية في أستراليا، فحيا سالم ونوه بدوره العالمي على المستويات الطبية والإنسانية والوطنية، والقت الدكتورة فاديا غصين كلمة ركزت فيها على دور سالم الطبيب والإنسان.
اما الدكتور مصطفى علم الدين فنوه بدور البروفسور سالم الطبيب وتحدث عن الراحل بطرس عنداري وعن اللجنة التي تأسست بعد وفاته وقال: “نسعى لإحياء ذكراه عبر نشاطات ثقافية وإعلامية، من أهمها السعي لإنشاء مركز ثقافي عربي تحت اسم “منتدى بطرس عنداري وجائزة بطرس عنداري السنوية”.
سالم
وتحدث سالم فقال :”ان الهوية وقضية الجذور هي مثل الشجرة، فالشجرة التي لا جذور لها لا تستطيع أن تعيش، وإذا عاشت لا تستطيع أن تشمخ كثيراً في الأعالي، فالجذور مهمة لكي تعرف هويتك والناس الذين لا يعرفون جذورهم يضيعون. يستطيعون مثلا أن يجمعوا المال وأن يصبحوا مشهورين ولكنهم في داخلهم هم ضائعون.
أحتفظ شخصيا في مكتبي في الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على جذوري بتراب من بلدتي بطرام وزيت وغصن زيتون من أرضي في الكورة وهذا لأتذكر يوميا من أنا ومن أين أتيت ومن هم أهلي ومن هم الناس الذين يحبونني.
اما لجهة تحديد الهوية فالسياج غير ضروري أي أنه عليك أن تعرف من أنت وفي نفس الوقت عليك أن تحب الآخر. يعني أنني أنا من لبنان فأحب لبنان ولكن أحب الاسترالي والأميركي والفرنسي وكل شعوب العالم . وهكذا علينا أن نمتد إلى العالم كله وإلى الانسانية عموماً.
دورنا أن نعرف أنفسنا وأن نكون في خدمة الآخرين كانوا من كانوا، وأما إذا فرقت الهوية بيني وبين الإنسان الآخر فتصبح ضارة وقاتلة، إذا حددت بقرية واحدة أو وطن واحد، يعني ذلك انني لا اتوافق مع نظرة أمين معلوف عن الهوية حيث لا يشدد على أنها ضرورية، أما أنا فاعتبرها ضرورية جداً شرط ألا نجعل منها مساحة وصحراء بيننا وبين الآخرين.
الهوية ضرورية جدا ولكن علينا ألا نغلق الباب على الآخر، الحضارة التي جئت منها فيها الجيد وفيها السيئ، وعلي أن أعطي الجيد للعالم والشيء نفسه ينطبق على جميع الحضارات الأخرى وهي حضارة الإنسانية جمعاء.
اللبنانيون سباقون بالحضارة وهم الأوائل في الانتشار منذ أيام الفينيقيين حتى اليوم واللبناني صاحب رسالة، ساعة يبيع حرفا وكتبا وساعة يبيع بضاعة ولكنه دائما يتعاطى مع الآخر ويبني روابط الصداقة والمحبة.
إننا في لبنان أمام تحد جديد وهو أننا أمام استحقاق رئاسة الجمهورية، وعلينا الاستفادة من الاتفاق الذي حصل بين الغرب وإيران، وعلينا تفعيل الدبلوماسية اللبنانية لكي نستفيد من نتائج هذا الاتفاق، والجميع يعرف أن حزب الله هو حزب تابع لإيران وسياستها، ونحن لا نستطيع أن نكمل على هذا النحو، نحن نعتبرهم شركاء في الوطن ولكن لا نستطيع أن نبني وطنا بهذه العقلية. كأن نأتي بالمال من الخارج ونبني جيشاً رديفاً للجيش الوطني، ولكن حل هذه المسألة لا يمكن أن يكون بالمواجهة بل بالدبلوماسية التي ماتت منذ 40 سنة وعلينا تفعيلها.
نريد رئيساً للجمهورية مثل مانديلا لانقاذ لبنان من كل هذه الطبقة السياسية المفلسة التي لم نستفد منها بشيء، لأنهم جميعاً من مدرسة واحدة اسمها الدولة بقرة حلوب، تختلف اسماؤهم ولكنهم يتفقون على البقرة الحلوب. نريد رئيسا يحمل رؤية مستقبلية للبنان ومن وزن مانديلا، وللأسف منذ الاستقلال حتى يومنا هذا لم يأت قائد للوطن، ونحن لا نحتاج إلى رجل قوي بل نحتاج إلى قائد يصهر اللبنانيين ويصهر الطوائف لكي ننتهي من لغة الطوائف والطائفية.
أدعو المجتمع المدني في لبنان إلى النزول إلى الشارع بثورة سلمية بالشموع والورود والإتيان بشخص من خارج هذه المجموعة السياسية الفاسدة.
أشكر استراليا التي احتضنت اللبنانيين واعطتهم، واللبنانيون بدورهم بنوا في هذه البلاد وأعطوها الكثير من الناجحين والناجحات في مقدمهم ماري بشير، حاكمة الولاية وسواها الكثير من رجال الأعمال والأطباء والمهندسين والقضاة والمحامين.
أشدد على أهمية تعليم اللغة العربية لكي تستطيع الأجيال المقبلة الحفاظ على تراثها وجذورها وحضارتها، وتفعيل دور الجامعة الثقافية في العالم وإنشاء مكتبات لبنانية في الانتشار، والبيت اللبناني كما في المكسيك لأننا نريد مراكز تجمع المنتشرين خارج الكنيسة والجامع.
كلام الصورة
البروفسور سالم محاضراً في سيدني