مجلة “دمشق” في عدد جديد… “نكبة” الإخوان في مصر وملف حول الثورة السورية

logo dimachkصدر العدد الجديد  من مجلة “دمشق” الأدبية الفكرية، في القاهرة،  ويتضمن دراسات تتمحور حول الحراك السياسي في مصر والدول العربية، بالإضافة إلى ملف في عنوان “الفلسطينيون السوريون والثورة السورية” من إعداد الباحث الفلسطيني يوسف فخرالدين، يضم مقالات وشهادات وتقارير…

 “مصر تخلي سبيل الإخوان” عنوان الدراسة التي أعدها  ابراهيم الجبين، مدير تحرير المجلة، اعتبر فيها  أن أبرز أخطاء الإخوان في مصر إضاعتهم “لحظة تاريخية فارقة” فلم ينخرطوا “في الدولة الحديثة”…  لافتاً إلى أن الجماعة بنت تصوراتها منذ تأسيسها عام 1928 على فكرة أن الدين في خطر وأن الإسلام محاصر، وظلت تهدف إلى إعادة إحياء الخلافة الإسلامية في أي مكان في العالم بعد انتهائها في تركيا على يد كمال أتاتورك.

يضيف أن حسن البنا، مؤسس الجماعة، قسم الدعوة إلى: مرحلة الدعاية والتعريف، مرحلة الإعداد والتكوين، مرحلة العمل والتنفيذ، مرحلة الدولة، مرحلة التمهيد للخلافة، مرحلة استعادة الكيان الدولي أو الخلافة، مرحلة الأستاذية…  موضحاً أن مشكلة الإخوان لا تخص الأفراد وإنما التنظيم القائم على البيعة والسمع والطاعة… غير قابل للتطور، إذ يفرض على الأعضاء العودة في أي شأن إلى المرشد العام أو المراقب العام.

يعزو “النكبة” التي تعرّض لها الإخوان في مصر إلى فكر الإخوان أنفسهم إذ ليس بمقدورهم منح الثقة للآخرين من غير الإخوان، مما يتسبب في هدم أية جسور قد تنشأ بينهم وبين الآخرين، فالآخر مغاير وقد يبتعد تدريجاً حتى يصبح بالضرورة عدواً.

ويرى أن التجمعات والتشكيلات السياسية التي تقوم على أطر مغلقة لا بد من أن تصل إلى طرق مغلقة مسدودة في نهاية الأمر، وهو ما ينسحب على التشكيلات السياسية غير الدينية.

الربيع العربي…

يتضمن العدد دراسة للمفكر صادق جلال العظم في عنوان  “الربيع العربي والإسلام السياسي”، يلاحظ فيها أن أي حكم في مصر يحتاج إلى عبقرية فائقة “في صنع الأعداء” حتى يصطدم بالأزهر والكنيسة في لحظة واحدة، ناهيك عن المؤسسة العسكرية والقضائية والاتحادات المهنية والنقابية والطلابية في البلاد، مشدداً على  أن مصر كانت دائماً أكبر من حكامها منذ رمسيس إلى مرسي.guilaf dimashk

 ويضيف أن مصر الكبيرة… صدّرت للعالم قيماً ثقافية وحضارية خالدة، وأن طه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي وعباس العقاد ونجيب محفوظ وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأحمد زويل، لم يكونوا من الإخوان المسلمين الذين كان عليهم أن يدركوا أن مصر أكبر منهم، وأن زمن الحرية والربيع العربي لم يعد يسمح بتنميط المجتمع وسكبه حسب وصفات تتحكم بها البيعة والسمع والطاعة وما تبقى من أوامر وعتاد الدولة الثيوقراطية.

يقول العظم إن الإسلام التكفيري الجهادي العنيف… هو الإسلام الذي احتل الكعبة سنة 1979 بقيادة جهيمان العتيبي، واغتال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات سنة 1981، وخاض معارك دموية خاسرة في سوريا ومصر والجزائر… معتنقو هذا الفكر المتشدد هم الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2011 في الولايات المتحدة.

يصف نهج الإسلام السياسي في كل من مصر وتونس بعد نجاح ثورتيهما عام 2011 في إنهاء حكم حسني مبارك وزين العابدين بن علي، بأنه اليوم في وضع لا يحسد عليه من التخبط والتعثر والتناقض والإخفاق والغضب الشعبي المتصاعد.

يشير إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين واجه  اعتراضات شعبية واسعة منذ إعلانه الدستوري المثير للجدل في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وتوالت الاحتجاجات التي انتهت بحشود مليونية في 30 يونيو/ حزيران الماضي وأدت إلى عزله في الثالث من يوليو/ تموز.

ولا يتوقع العظم “اكتساح” أي من تيارات الإسلام السياسي إذا ما أجريت انتخابات في سوريا التي تستمر فيها الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ مارس/ اذار 2011.

مجلة “دمشق” يرأس تحريرها الشاعر السوري نوري الجراح وتصدرها مؤسسة دمشق للدراسات والنشر في لندن، وقد جاء في بيانها التأسيسي: “نريد من هذا المنبر أن يكون فضاء حرّا وخلاقاً للأقلام الراسخة والجديدة، ومناخا حرا للتفاعل بين أصحاب الأفكار المختلفة، والإبداعات المبتكرة، والمواهب المبدعة، ليكون هذا المنبر الذي يحمل اسم عاصمة عظيمة صورة تجسد حلمنا بالحرية والجمال والحق، وهو ما يعيد إلى الثقافة صوتها الحرّ، وإلى دمشق -صاحبة النشيد الأعمق لأجل الحرّية- وجهها الباهر، مذكرين بدورها البارز في توليد الأفكار والإبداعات، واليوم الثورات.

كلام الصور

1- لوغو مؤسسة دمشق للدراسات والنشر

2- غلاف المجلة

اترك رد