افتتح السفير الأميركي ديفيد هيل اليوم، في مقر إقامته في السفارة الأميركية، معرض “الفن في السفارات”، متوجها إلى جمهور متنوع ضم قادة في حقول الثقافة والسياسة والتربية والاقتصاد، وألقى في المناسبة كلمة جاء فيها:
“معرض “الفن في السفارات” يشجع على الحوار بين الثقافات والتفاهم من خلال الفنون البصرية والتبادل الفني. وحاليا، يستضيف منزلي إحدى عشرة لوحة فنية لفنانين لبنانيين وأميركيين وفنانين أميركيين من أصل لبناني.
المعرض كناية عن جسر للثقافات التي تعزز التفاهم المتبادل. ومن هذا التفاهم يأتي القبول، ومن القبول بأتي التسامح. ومن التسامح يأتي الاستقرار.
برنامج “الفن في السفارات” عبارة عن شراكة بين القطاعين العام والخاص تقدمها وزارة الخارجية الأميركية من خلال جذب أكثر من 20 الف مشارك على الصعيد العالمي، بما في ذلك الفنانون والمتاحف والمعارض والجامعات وهواة جمع التحف الفنية، ويشمل أكثر من 200 معرض فني من 189 بلدا.
ينظم أمناء المتاحف والمعارض أكثر من ستين معرضا في السنة ويعملون على شحنها. فمنذ العام 2000، عرضت أكثر من 58 مجموعة فنية دائمة ضمن منشآت دبلوماسية تابعة لوزارة الخارجية الأميركية في كافة أنحاء العالم”.
اشكركم على انضمامكم إلي في منزلي هذا المساء. لقد التأمنا كي نرصد ونتأمّل أعمال فنانين لبنانيين وأميركيين. ولكن في الحقيقة، دعوتكم إلى هنا لغرض أبعد من ذلك. آمل، أن تعودوا الى منازلكم هذه الليلة، ليس بشعور من التقدير لهذه القطع الجميلة فقط، ولكن بشعور متجدّد بالتفاؤل والأمل.
“الفن في السفارات”، جزء من علاقة لبنانية أميركية قوية. غالبا ما يكون يومي مأخوذا بتعقيدات السياسة والسياسات. لكن العلاقة بين بلداننا مبنية على أكثر من تواصل بين رؤساء ورؤساء حكومات.
التواصل الأقوى، الذي يبقي علاقتنا على قوتها ومرونتها، مهما كان الصعود والهبوط المتأتي من السياسة، هو التشارك بين الناس والتبادل اليومي الذي ينخرط فيه مواطنونا. على مدى عشرات السنين، والسفارة تدعم البرامج التي تجمع الناس معا للتبادل والتعلم من بعضهم البعض. على مدى قرون، عملت شعوبنا على خلق علاقات خاصة من خلال الأعمال التجارية والثقافة والتعليم وحتى العلاقات الرومنسية.هذه العلاقات تحفظنا، وتظهر القواسم المشتركة بيننا، وتجعلنا ندرك كم لدينا من قيم مشتركة، وتوحدنا في تعزيز التسامح والتنوع وقبول الآخر. وتجمعنا في مواجهة العنف والإرهاب والهمجية التي تهدد جميع الذين يرغبون في العيش بسلام”.
لدي ذكريات من سنوات عشتها في لبنان، ولكن أكثرها رسوخا هي الذكريات حول لقاءاتي بالناس: شاركتهم خبراتي، واستمعت إلى خبراتهم، وخلقت الروابط.
على سبيل المثال، خلال مهمتي الثانية في لبنان بين عامي 1998 و 2001، التقيت إيفيت أشقر وأوغيت كالان، وهما من الفنانين المعروضة أعمالهم الليلة. الفنانون الممثلون هنا ألهموا الناس على جانبي المحيط الأطلسي. وهم يشاطروني القضية التي أؤمن بها، أي ألجسر بين الولايات المتحدة ولبنان، فبالإضافة إلى إيفيت وأوغيت، يشارك في المعرض جوزيف حرب، ومنصور الهبر يمثلون اللبنانيين. نان مونتغمري، ميرا هيكت، وجي تي كيركلاند يمثلون الأميركيين. موحّدو البلدين هم الأميركيون من أصل لبناني، هيلين زغيب ودوريس بيطار.
في هذا المعرض نرى مواضيع وإيحاءات مشتركة في أعمال اللبنانيين والأميركيين. ولكننا نرى أيضاً كيف أن الفنانين أنفسهم يمكنهم أن يكونوا جسرا للتفاهم المتبادل. من خلال وطأة قدم – أو فرشاة طلاء لديهم في كلا العالمين، يصبحون الجسرالذي نستخدمه لفهم وقبول بعضنا البعض.
أجيال من المهاجرين وأبنائهم كان لهم تأثير في الولايات المتحدة. وفي عالم الفن، أكثرهم شهرة هما نبيل قانصو ووسام معلوف. قال معلوف ذات مرة: “أريد أن أكون قادرا على تحويل قطعة خشب إلى مكوَّن يساهم بشيء جميل ومفيد في الحياة اليومية”. هذا الشعور يجسد قيمنا وأهدافنا المشتركة، ونحن كأميركيين ولبنانيين نعمل معا للمساهمة بشكل إيجابي في نُظم وهدف حياتنا وحياة الآخرين.
عمل كل فنان في المعرض يستحق التأمل ويلهم الوحي. ولكن إذا نظرنا إلى المعرض ككل، فإنه امتداد واسع النطاق. إنه كناية عن جسر للثقافات يعزز التفاهم المتبادل.
أشكر كل فنان على إعارته لنا للقطع الفنية، وأيضا أشكر نادين بكداش، صاحبة غاليري جانين ربيز على المساعدة في جعل المعرض متكاملا. وأشكر أيضاً ليزا وميريام موظفي مكتب الدبلوماسية العامة لعملهما الدؤوب لساعات لضمان نجاح هذا المعرض وموضوعه.
يمكنني أيضا أن استمر في الحديث عن الحقول التي يتشاركها بلدانا في الثقافة، وكيف أن الثقافة ترعى العلاقات الجيدة وتجسّدها على حد سواء. ولكن بدلا من مجرد الاستماع لي، أدعوكم لتختبروا الفن بأنفسكم”.
**********
بالاشتراك مع aleph-lam
www.georgetraboulsi.wordpress.com