الأديب إيلي مارون خليل
ألكتابةُ إليكِ وعنكِ وفيكِ، تجعلُ حياتي مُمكنة! ما كنتُ لأحيا لو لم تكوني وحيدتي السّرمديّة. لا أهذي! لا تخافي! فما بي إلّا أنتِ! فقد أفرغتُني منّي، وملأتُني بكِ!
والكتابةُ إليكِ وعنكِ وفيكِ، تجعلُ حياتي المُمكنة جميلة! ما كنتُ لأحيا لو لم يكنِ الجَمالُ طابع هذي الأرضِ وبهاءَ كَينونتها! فما بنا إلّا الجَمال!
والكتابةُ إليكِ وعنكِ وفيكِ، تجعلُ حياتي المُمكنةَ الجميلةَ مُفيدة! ما كنتُ لأحيا لو لم تكنِ الفائدةُ بنتَ الجَمال! فما بنا إلّا الفائدة! فالجَمالُ غيرُ الخواء.
لو لم أكن أحياكِ، وأكتب إليكِ وعنكِ وفيكِ، هل كان لي أن أحيا الجَمالَ والفائدة! لا شكَّ في أنّ الجَمالَ انسِجامُ الأعضاءِ في غايتها ودورِها وقيمتِها، فتعملُ، معًا، طَوْعًا وفي مُشارَكةٍ مُفيدةٍ، وانسِجامٍ خَلّاق، كسيمفونيا المِثال.
ألكتابةُ فيكِ، تُذيبُني في خَلاياكِ، تُسَيِّلُكِ في شَراييني، فأتجلّى، حُرًّا كالنّور، عاقلًا كالحكمة، رصينًا كالعقل، موحيًا كالرّمز، مُثيرًا كالأعجوبة! فإذا بي، كائنُ الحُبِّ والرّجاء، إنسانُ العشقِ والسّخاء! ما سوى هكذا أُحِبُّ! ما سوى هكذا هو الحُبُّ! وإذا بي مجنونٌ لا يخونك، لا يخون نفسَه، ولا جنونَه!
ولْأعترفْ: تَعِدين ولا تُنَفِّذين. تَعِدين وتؤجِّلين. لا أرغبُ في أن أدعوَ هذا كذبًا، حاشا. ولا أريد أن أحسبَه مداوَرة. ولا أهفو إلى أن أظنَّه تَنْكيلًا بالحبيب، لا أحتملُ هذه الفِكَر!
ولْأطرحْ هذا السّؤالَ المُمِضَّ: هلِ الحُبُّ يُنبوعُ الحزنِ والألمِ، القلقِ والغصص!؟ ما رأيُكِ، وحيدتي!؟
مناسَبةُ السّؤال!؟ تَصَوُّري أنّ الحُبَّ يُفجِّرُ خَلايانا بالسّعادة، بالجَمالِ، بفعل الخير. لكنّ حبّي، هذا العميقُ الكبيرُ الغنيُّ الصّادقُ، لا يُنتِجُ سوى الآلام وما يُرافقُها! أوَليستِ الحالُ بغريبة! كيف يُمكنُ أن يخرجَ من الحُبِّ الجميلِ المُفيدِ الخيِّرِ، الحزنُ والألمُ والقلقُ والغصصُ والكآبةُ!؟ من أين تأتي هذه؟ أوَيُنْتِجُ التّينُ عوسَجًا، والعنبُ قُطْرُبًا!؟
يا الوحيدة!
أقولُ لنفسي: إحلمْ، يا رجل، تَرَ الكلمةَ نورًا. إحلمْ، وآمِنْ بحلمِكَ، تتقطّرْ وحيدتُك أمامك، جميلةً كالمَجاز، شَفيفةً كتواضعِ قدّيس، حقيقيّةً ككلمةٍ نادرةٍ، ومُختارة!
ولْأعترفْ، بعدُ:
رقيقةً، كنتِ، كآهِ النّشوةِ، فوُلِدْتُ من حلمي!
ألثّلاثاء 1/ 7/ 2014