الكاتب المسرحي والمخرج فايق حميصي
غازي قهوجي
الصديق
هبطت علي صداقة الغازي قهوجي كجلمود صخر حطه السيل من علِ،وكان من قبل قد هبط على لبنان كنيزك برّاق أشعل بسحره منصات المسارح اللبنانية ثم العالمية.
هي قرابة نصف قرن من الصداقة الحميمة بدأت بسؤالي: “من أين أنت يا غازي؟”..”ولك أنا من صور.. !!” أجابني مبتسماً بإعتزاز.. كيف لا وهو سليل “حيرام” ووريث البنّائين أبناء صور، حرّاس الصخرة التي تكسرت عندها هجمات الإسكندر المقدوني الكبير. وكأنه يقول: “ومن أين تريدني أن أكون!!”،ثم يختم قائلاً “أنا من صور…كيف لكن!!”
الرائد
هو الرائد في فن السينوغرافيا ، يأتيك بالقلم من حيث لم تحتسب وما لم تحتسب، يستل قلمه يعرّيك من أفكارك ويرديها على الورق، ربي كما خلقتني، ثم كبنّاء من أبناء صور العظماء يقيمها عن الورق لترتفع هيكلاً قدسياً يمارس فيه المسرحيون طقوسهم الاستعراضية . هو الخبّاز الذي قيل فيه “إعط خبزك للخبّاز ولو أكل نصفه”.
الظربف
هو الصديق الظريف الساخر الأنيس الذي يجالسك في المقهى، فينقلك بظرف حديثه إلى داره، فترى عمته تضع المأكل لمذيع الراديو ليلاً ليسد المسكين جوعه، وترى عاصي الرحباني يصدم رأسه بعتبة باب كواليس مسرح “أورلي” السفلى من فرط ما حذّروه من العتبة العليا، ويختم قائلاً “هيك متل ما عم قللك”.
العارف
هو عشير الإمام والفنان وعامة الناس، ومن أبسطهم يستلهم رؤاه القاطعة كالسيف ومعرفته المفعمة بالبساطة . الحجة والبرهان والدليل من حواضر بيته، بلا عناء يدهشك، فتقول مع القائل: “نّقل ما شئت فؤادك في المعارف ليس لك كالقهوجي من معين”. بهدوء العارف المتمكن يرميك بإبداعه فتلاحظ أن ما رماك به هو اليقين بعينه ولا جدال فيه، ثم يختم قائلاً “كله عند العرب صابون”.
أبو حسين
هو الصديق الصدوق الودود، عشير الأيام بمرّها وحلوها، والزميل الهاديء العارف المتمكن. وأختم قائلاً: المسرح والتلفزيون، ما قبل غازي قهوجي في لبنان والعالم العربي، ليسا كما بعد أن مسّهما بسحره رائد الكتابة بالأشكال وسيد الإخراج بالألوان . ونيّال من لم يقل عنه أبو حسين: “ما في نوى”.
**********
(*) كلمة كتبها فاءق حميصي في كتاب “غازي قهوجي فناناً وأديباً” الصادر حديثاً، وقد نظمت الحركة الثقافية في لبنان بالمناسبة حفل تكريم للفنان غازي قهوجي في قاعة أنطوان حرب في قصر الأونيسكو، السادسة من مساء الثلاثاء 12 أغسطس 2014.
كلام الصور
1- فايق حمصي وغازي قهوجي في حفل التكريم في اليونسكو
2- غلاف الكتاب