الأديب ميشال معيكي
” الجرف الصامد ” عنوان الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة… وكان صامدا وجارفا للأطفال والكبار والبيوت والمستشفيات ومدارس الأولاد بالرغم من المناشدات، وإدانات بعض أصحاب الضمائر الحرّة في الأمم المتحدة، كرئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي أتهمت إسرائيل بتحدّي القانون الدولي!! وبلغ الحرج درجة ان المتحدث باسم البيت الأبيض اعتبر قصف المدارس لا يمكن السكوت عنه !!!
حملات الإبادات الإسرائيلية للضفة، مسلسلات لا تنتهي … ” من حملة الشتاء الساخن ” الى ” غيوم الخريف ” الى ” أمطار الصيف ” فالسور الواقي ” وعمود السّحاب ” وصولا الى ” الجرف الصامد ” ..
وفي كلِّ مرة قتلٌ للسكان وتدمير للبنى التحتية وتجويع وتشريد ، وإمعان في تشظية ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية وهي لم تعد تتعدّى العشرين بالمئة…
خسائر الفلسطينيين هائلة على كل المستويات، غير أنّ قراءة هادئة لنتائج الحملة العسكرية تظهر ما يلي:
– توحّد شعب فلسطين لشعوره بأنه مستهدف بالكامل.
– لملمّة حماس لكل الفصائل والأجنحة العسكرية وتوحيدها
– مقتل حوالي ستين عسكريا إسرائيليّا .
– بلوغ الصواريخ إلى مطار بن غوريون وإقفاله لبعض الوقت بوجه الملاحة وأضطرار شركات طيران عالميّة لوقف رحلاتها الى إسرائيل …
الجهود الدبلوماسية الدولية – المصرية لم تنجح لغاية الآن في تحقيق هدنة دائمة !!!
الولايات المتحدة تزوّد إسرائيل بالسلاح وتؤيد موقفها في الدفاع عن أمن شعبها. ثم ان اوباما ليس مستعدا لإغضاب اللوبي الصهيوني والإنتخابات التشريعية في أميركا بعد أشهر قليلة وهو يتوق لإنتصار حزبه الديمقراطي …
لندع الصين جانبا ! ماذا عن موقف بوتين مما جرى ؟ وأين موسكو المدافعة التاريخيّة عن الظلم اللاحق بشعب فلسطين !!! التوقيت الإسرائيلي للحرب على غزّة مناسب جدّا…
الجميع منشغل بهموم شتى، .. والقصور في العواصم العربية لا تزال مسترخية في قيلولات رمضانية !!!
أخطر ما يحصل إن الهاجس صار كيف نثبّت ” هدنات انسانية ” لتأمين الطحين والماء والدواء وانتشال الضحايا …
وعـفا الله عن مشروع الدولتيـن !
******
” على مسؤوليتـــي” إذاعـة صوت لبنـان