باشرت “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” تنفيذ أعمال تطوير واحة عصام فارس للتنمية والتراث بتمويل مؤسـسة فارس وتنفيذ المهندس نصري طوق معد دراسة تطوير الواحة القائمة عند مدخل طريق المشاة الى حديقة البطاركة في الديمان المتصلة بوادي قنوبين.
الواحة أقيمت بعد إقامة حديقة البطاركة سنة 2004 لتشكل جانباً أساسياً من جوانبها الإنمائية وفق شروط بيئية وتراثية مميزة. وهي اعتمدت استراحة لزوار الحديقة ، تؤمن لهم خدمات الاستقبال الأولية المعروفة، ومطبوعات الإرشاد والدلالة المتعددة اللغات، ومقسمة بين مطبخ تراثي يؤمن مأكولات محلية خفيفة من إنتاج صاج الحطب التقليدي لخبزه ومشتقاته، ومشروبات موسمية من الإنتاج المحلي من كرز وتفاح وتوت وسواه، وبين قاعة معرض للإنتاج الزراعي من وادي قنوبين الطبيعي منه والمصنّع، وقاعة تذكارات روحية ثقافية متصلة بتراث الوادي المقدس.
وفي الواحة مساحات لاستقبال الزوار في ظلال أشجار الأرز المطلة على وادي قنوبين وسط تجهيزات صوتية لبث الألحان الدينية والفولكلورية الهادئة ، وتجهيزات انارة فنية تتيح الحركة في الواحة ليلاً .
وعلى غرار ما هو معتمد في كل نطاق حديقة البطاركة تمنع في الواحة حفلات الصخب والضجيج والأكل الشائع في المطاعم والمنتجعات السياحية . ولهذا لم تقم فيها طاولات تستوعب أكثر من ثلاثة أشخاص مجتمعين . بل أقيمت الطاولات الصخرية موزعة في أرجائها بصورة لا تتيح استيعاب كل منها أكثر من العدد المذكور . ومنذ أن أقيمت الواحة كان أحد أهدافها توفير فرص عمل أعطيت الأولوية فيها للطلاب الجامعيين المحتاجين الى دعم أقساطهم الجامعية ، وهذا ما يتوفر من خلال عملهم صيفاً في الواحة المذكورة .
أسباب التطوير
المطران مارون العمار النائب البطريركي المشرف على “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” أوضح أن أسباب تطوير الواحة عديدة أبرزها الاهتمام الذي أعطاه غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لموقع حديقة البطاركة كموقع محوري في الوادي المقدس، فتطور الموقع وتقدم على خريطة السياحة الدينية والثقافية والطبيعية على المستويين الوطني والأجنبي .
وكان إطلاق قاعتي معرض ومتحف الوادي المقدس في النطاق الجغرافي المتصل، وتأهيل طرق المشاة المنحدرة الى معالم الوادي من حديقة البطاركة وتزايد حركة السياح والزوار إليها، وتعزيز الحديقة بتماثيل البطاركة ولوحات التعريف التاريخي بهم، وتأمين المطبوعات التاريخية المتصلة بتراث الوادي المقدس، والاعداد للمباشرة بتنفيذ الأعمال الفنية التي تجسد أبرز المحطات التاريخية للكنيسة المارونية على طول طريق المشاة المؤدية الى حديقة البطاركة، وتوالي كشف معالم الوادي الطبيعية من مغاور، والروحية من محابس، والعمرانية من آثار متصلة بتراث الوادي البشري كالطواحين والمعاصر وتنور الخبز والبيدر وأمكنة تصنيع الكلس والفحم، إلى ما سوى ذلك مما تحققه “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الهادف إلى إبراز هذا التراث ونشره في لبنان والعالم عبر الكتب والأفلام وسواها، كل هذه المتغيرات أملت علينا تطوير الواحة، فأعدت الدراسة الفنية التي وافق على تحقيقها مشكوراً دولة الرئيس عصام فارس. وانطلقت الأشغال المرتقب إنجازها قريباً، ليصار إلى افتتاح الواحة مؤهلة في الرابع من أيلول المقبل حين يترأس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات السنوية الحادية عشرة لحديقة البطاركة.
وشكر المطران العمار عناية الرئيس فارس ودعمه المتواصل لمسيرة التنمية ولمجمل شؤون تراثنا الروحي والوطني . وحيّا جهود “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” التي أوكلت إليها البطريركية مهام العناية بحديقة البطاركة وبمجمل الارث الثقافي الذي يحتضنه الوادي المقدس.
أعمال التطوير
المهندس نصري طوق الذي أعدّ الدراسة الفنية وينفذها تحدث عن أعمال تطوير الواحة لتواكب التقدم الحاصل على مستوى الموقع بكامله، وقال : تشمل الأعمال التي ننفذها حالياً :
ـ تسييج الواحة بسياج خشبي لحمايتها وتأمين سلامة زوارها.
ـ اقامة الخيم الخشبية فوق ساحتها الداخلية.
ـ زرع الساحة الداخلية بالعشب الأخضر.
ـ بناء تنور وموقد صاج تقليدي للخبز البلدي المعروف.
ـ إقامة مقاعد وطاولات حجرية.
ـ اقامة ممرات مرسومة بالحجر داخل الواحة.
ـ تأهيل الصخور الطبيعية القائمة في الواحة تأهيلاً فنياً يحولها لوحات تجمع الحجر والمياه والنباتات والأشجار.
ـ تأهيل البنى التحتية القائمة من شبكات الانارة والتجهيزات الصوتية…
ـ تجليل الأرض بحجارة محلية تراثية.
ـ تأمين التواصل بالمشي السهل بين كل انحاء الواحة.
رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي أكد أن الأشغال الجاري تنفيذها تراعي خصوصية الموقع الروحية والبيئية والثقافية فتأتي منسجمة معه انسجاماً كلياً. كما تتيح المواصفات الفنية المعتمدة لذوي الحاجات الخاصة امكانية التحرك وزيارة الواحة والاستراحة فيها، بالاضافة الى ذلك تتكامل الواحة المؤهلة مع مبنى معرض ومتحف الوادي المقدس، ومركز الاستقبال العصري الذي نقيمه حالياً.
وختم: “بهذه الشروط تستوفي الواحة المواصفات العالمية، وتتحول استراحة سياحية نموذجية غير مسبوقة للوادي المقدس من مدخله في حديقة البطاركة .
كلام الصور
1 ـ الأشغال الجارية لتطويرها.
2 ـ طاولات صخرية داخل الواحة.
3 ـ مدخل طريق المشاة الى حديقة البطاركة.