النوع السابع المدوّر العامّي
عاري كأنّي من قصب، وقرايبيني الريح وشهور الخريف.
قدّيش تركو بالوحل دعسات! مدري خيل، مدري ليل، مدري ناس هنّي ورايحين، ما سلّمو… وفكّرتْ بركي هالولاد العا الرصيف بيعْرفو من ويَن بدي روح، تاري بيفزعو، وكان البكي قدّ البُحيره، والوجوه مسكّرين. قالو العساكر عالحدود، وأرض كانت أرض فيها التين والزيتون، صارت لون أسود متل لون المدخنِه… وفكّرتْ إطْوي بالخزانه الوقت، بركي هالسنين بيوقفو … بركي بعد بيضلّ عنّا شي حديقه ملوّنِه… وبركي بعد منقطّب الضحكات يلّلي تنتّفو… وخبّيت حالي من برد تشرين، وتطلّعت صوب البيت يللي كان حدّ النهر والجسر العتيق… واللي بقي من البيت نتفة هالحجار الواقفه… وشبّاكنا المكسور عا رمل الطريق.
شو هالسنين المتل طاحونِه؟ متل شي طَيف حامل سيف تا يقصّ الوجود؟ شو هالبكي اللي تحت هالحيطان؟ يمكن شي حدا من أهلنا… يمكن صبيّه راجعه من المدرسه… وعم يسألوا عنها بعد ما ضاعت بقلب الضباب. في -قال – حارس كان عم يكتب أسامي تحت خيمه… وناس كانوا ناطرين… تا يقْطعو ما بين سطر وسطر… لا في رغيف خبز، ولا دَقيقة نوم من شي شهر شي شهرين… لمّا تجرح الرمش الرقيق، وتلزّقو عالحيط… عا بُرج المدينه هالصوَر… يمكن قبْل ما يخلقو ماتو… وعَبكرا بيرْجعو إلنا من الليل الغميق.
وكْتير عنّا زكريات بيركضو بالسهل… صارو قمح… صارو ألف قصّه عن عمر ما شاف غير النار والدخّان… قولَك يا زمن من أيمتى كنّا معك مش خايفين؟ قدّيش غيّرنا المطارح… والمطارح وين ما رحنا ورانا ماشيين؟ ووجوهنا عم يهْربو من وجوهنا… وصابيع دينا من الشمس والريح صارو يابسين… متل الغجر منضلّ هيك مسافرين… مكتوب إنّو نسْكن بشارع غريق، وننام فوق مخدّة الفِيها حَريق.
—
*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي
النهضة الاغترابية الثانيةـ تعدد الأنواع.