مسافات: للقُدْسِ أحْلامها
شِعر: منيرة مصباح
القُدْسُ حلمُ السماءِ المُحاصرِ
قِبابُها المُسْتَحيل.
والأفقُ موجَةٌ من نسيمٍ
مُرَقَّشةٍ بغبارِ الحِجارَةِ
وبَيْني وبينكم يا أهْلَ القدسِ
قارَّاتُ دمْعِ الأسى والبطولَةِ
وبَحْران بينهما شَهْقَةٌ
من أذى.. ومدًى
وسرابٍ.. وإدانة
فكيف الوصول؟
****
القُدْسُ حلمُ السماءِ المحاصرِ
خاطرُها المُجْهضُ في الحصارِ
شَوْكٌ قائِمٌ في العيونِ يجول
ليتني أستطيعُ الرجوعَ
الذهابَ الإيابْ
فالحِوارُ قيدٌ ثقيلٌ
والقُدسُ حاضِرَةٌ لم تزلْ
خلفَ سورٍ من الأسرِ
فلتنهضْ أيُّها الطفلُ،
من أين لك في زمانٍ
هو الليلُ والثلجُ، جذوة نارٍ،
فقد أغْرقتنا السُّدود
****
فيا قدس.. يا قدس
أنت الصهيلُ في الوجعِ العربيِّ
لك الحكمُ والأمْرُ والمَظْلَمة
لك الوجدُ والفكرُ والذاكرة
لك الملكُ والعرشُ،
يا نُورا في القلوبِ
ويا نَفَسا في الصُدورِ
ويا مُحَرَّرا
ألف دمعٍ يُخَثِّرُ في دمِنا الاسئِلَة.
لكِ الامرُ مبتدِئا فوقَ رملِ الدروبِ
ومنتهيا تحت ماءِ البحورِ
ومُخْترِقًا عِبْرَ أعمارِنا الأزْمِنَة.
****
مَهيضَةٌ أنا، منذُ صِرْتُ كطيرٍ
بأفقِ البلادِ الغريبَة
والذي يألفُ الشعرَ
كيفَ لهُ أن يَمْحُو ضَميرَه
لعلَّ أقلَّ هُمومي
أنَّ جناحَيَّ ضاعا
وما زلتُ أبْحَثُ عن فِكْرَةٍ مُسْتحيلَة
****
القدسُ حلمُ السماءِ المحاصرِ
نِساؤها.. صِبْيَتها.. المُستحيلُ
والليلُ أُغنيةُ الطفلِ، لَحْنُه للسلامِ
لذلكَ يسألُ…
كلَّ الكواكبِ
كلَّ المراكِبِ
كلَّ الشموس
لكنها لا تُجيب،
يُرَدِّدُ نَشيدَ الأرْضِ
لكنَّها لا تُجيب
يَعْلمُ أنَّ المَدافِعَ مَنْسيَّةٌ
خلفَ سورٍ من الخوفِ
والقمعِ
والحرسِ،
لكنَّ الوَرْدَ الجورِي فوقَ الأرضِ
سوفَ يَعود..
من مَحْرَقةِ العصرِ.. سوف يَعود
مِنْ كلِّ شقوقِ الأرْضِ
سوف يَعود
فبكلِّ مكانٍ سوفَ تعودُ الخُضْرَةُ
من بطنِ الأمِّ
ومن تجويفٍ في قلبِ البذْرةِ،
من فجرٍ آت موعودْ
ستعود………..
(إلى كل المدن العربية المستباحة)
مرتبط