نايفة نصار تفيض شجنًا في “فراشة … على قيد الكتابة”

 

 

 

مداخلة المهندسة والأديبة ميراي شحاده في حفل توقيع كتاب الفنانة التشكيليّة والكاتبة نايفة نصار “فراشة… على قيد الكتابة” (صادر ضمن منشورات “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”)  في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية عكار (قاعة عصام فارس)، بدعوة من مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة Akkar Center  وبالتعاون مع المدرسة الوطنية الأرثوذكسية، تخلله عرض لوحات الفراشات للفنانة التشكيليّة والكاتبة نايفة نصّار.

 

 

جئتُكِ فراشة مزّقت يومًا شرنقتها كي تعبُر بحور الهوى معك..

جئتُكِ دالية َعِنب تتبختر بين الرحى، كي تُعصر قانيّةَ اللون وتختَمر بمعتّق نبيذها الكلمات.

جئتُكِ أعدو وراء فراشاتك، كي أصنعَ ربيعي وأعترفَ بالسُندسِ يُرصّع الأقدارَ والأزمنةَ.

جئتُكِ من هزائمي في الحُبّ في وطن مكسور ومُباح، منتصرة، وجئتُكِ من هزائمي مع الإنسان وكلّي إصرارٌ، لن أكبو مهما بترتني نهاياتٌ وأوجعتني مدية حضارات وثقبت خواصري خناجرُ أحبّة مُزيّفين.

جئتُكِ، عروس عكّار، أثمَل بحُروفك يا ابنة نصّار وأمزجُ أنفاسي بحشرجات فراشة على قيد الكتابة تُحلّق كالنُسور…

 

على قيد الكتابة تثشرّع أبوابُ السماء وتُسرِفُ بريحان الحُبّ حُبًّا في حِبرها الأزرق.

جئتُكِ فراشةً، أبحثُ عنّي بين نَشوة عُطورك ودويّ ورقك المجنون… جئتُ أتبخترُ مع غيم مشاعِرك فنذرِفُ معًا الدُموع…

تزيدينني ثقلاً يا صديقتي من ألوانٍ وخشوع وتصيحُ سفنُك في هذا البحر الماجِن قصائدَ من أجنجة الفراشات فترسُمين الطريق وتُزركشين المدى لحظة “لا لونَ يُجيب” و”لا عِطرَ يستجيب”… تكتُبين ترقُصين فوق الورق.

من قال إن حدائق الشوق لا تُزهر وإن قلم نايفة نصار لا يُبهر وإن ريشتَها ريشة مُبدع رسمت أطفالَها من أقواس القزح وورّدت وجناتهم من جوري الحدائق… من قال إن لا شيء بعد يُقال بعد هذا البوح في اتّساع الدوائر. وها أنا أسترقُ من قلبك صبوةً لشُهبي، كما الإعصار فتنتني…فلا عجب أن إدوارد لوريتنز، اكتشف مُصطلح تأثير الفراشة عبر التاريخ وما قد ينتجُ عنها: إن رفّت جناحيها في الصين تفيضُ فيضانات وتعتصرُ أعاصير في عكّار…

وها رفّة فراشاتك يا نايفة، تُعلّي مقاماتِها في البوح وتسطو على مخابئ الجمال في سِحر ألوانها فتتناثرُ الذكريات وتلتهبُ العُطور في مُروج الهوى وتتدفّق شلالات من الأسرار حاملةً بصمة الكاتبة الساحرة ما بين وجع الفراق ووله الحُبّ، ما بين ضجيج الوحدة وهذيان الجوى، ما بين أريج الورد المُتماوج على الورق في لحظة عناق…ما بين انعكاس الظلّ واللون عندما يهرُب من الأعماق ليُراقصَ بياض الورق.

بركانٌ من المُفردات المتبخترة تُغرقنا تارةً وتطفو بنا تارةً أُخرى. ودويّ عواصف وجدانيّة وغور فكري ونفسي مبتلّ بفرح حزين وحُزنٍ مُفرحٍ.

صراخٌ في صمت مُذهل وأنينٌ لا يسمعُه سوى أصمّ يعيشُ في بواطن سحاباتنا، وكأن الخُبزَ ليس ابن القمح وكأن حفيفَ أوراق الشجر يسطع من السنديانة التي في عُزلة قلوبنا.

 

فراشة… على قيد الكتابة

تصعدُ بنا إلى ربوة عالية كي نرى جمال الأخضر في السُهول ولمعةََ الأزرق في السماء.

كتابٌ يحفلُ بإشراقة ونورانيّة وجاذبيّة…غُموض حدّ الوضوح…ضلالٌ حدّ الحقيقة ومعانٍ خالدة في مبنى روحانيّ عريق.

نايفة نصار مبارك لنا بك هذا الفيض من الشجن في ” فراشة… على قيد الكتابة”.

***

*افتتح  الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيبية للأستاذة لوسيا صرّاف عن مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة، تلتها كلمة النائب السابق نضال طعمة (مدير المدرسة الوطنية الأرثوذكسية)، ثم كلمة الأديبة ميراي شحاده الحداد عن “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي”، فكلمة الفنان ماجد عبدالله، وكلمة الكاتبة والفنانة نايفة نصّار. أدارت الندوة رئيسة مركز عكار أمل صانع.

في الختام، قدّمت الفنانة نصّار للنائب السابق طعمة لوحة من أعمالها من سلسلة لوحات الفراشات عربون محبة وتقدير، ووقعّت  كتابها وأخذت الصور التذكارية.

 

اترك رد