ميراي شحاده: لنخرج إلى جميع الكتّاب مُمتلئين من ينابيعهم ومُلتزمين بكلّ القضايا البشريّة

 

 

 

 

كلمة  المهندسة والأديبة ميراي عبدالله شحاده (نائب الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين ورئيسة ومؤسِسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي)، في الأمسية التكريمية لاتّحاد الكتّاب اللبنانيين، بدعوة من الشاعر عصمت حسان (رئيس ومؤسِس منتدى شواطئ الأدب).

 

مساء الشواطئ التي ترسو في موانئها مراكب الإبداع وتدوّي من ربوعها  قصائد الشعراء وترفعُ للكلمة هياكل معانيها وتنتقي من شرنقة الندى أروع صباحاتها الشعرية ومن أسرّة النجوم أبهى حرائر الأبجديّة.

مؤسس ورئيس منتدى شواطئ الأدب الشاعر المضياف عصمت حسّان، أحد ألمع أساطين الشعر الفصيح في لبنان

أمين عام اتحاد الكتاب اللبنا نيين د. أحمد نزّال.

زملائي في الهيئة الإدارية للاتحاد.

القامات الثقافية، شعراء أدباء وإعلاميين

الحضور الكريم

ماذا بعدُ قد أضيف عمّا سبقني إليه أمين عام الاتحاد الصديق د. نزّال، في شكر العصاميّ الحسّان الذي تزدان به محافلنا ونحن نغرفُ من ثراء محبرته  الكثير الكثير ونعتمر من فيض حكمته النفيس النفيس.

أرادها لنا أستاذ حسّان لفتة تكريميّة فالتقينا على ثقافة الإنسان لا بل على أنسنة الثقافة في زمن أصبح فيه بعض المثقّفين شتّامين حقودين يجرّحون بالكرامات ويتناسون أن الشعر جمال والكلمة محبة وأنّنا على صورة الخالق ومثاله أتينا من طين لا لندنّس طين الآخر ولا لنخنق أصوات البلابل…بل لتكتمل السمفونيّة في أسمى موسيقاها وننهض بهذا الوطن من جنوبه الأبيّ المقاوم إلى شماله الشامخ بأرزه الأخضر بالكلمة فقط، بالكلمة يا أحبّة بعيدًا كلّ البعد عن السلع الاستهلاكيّة والبورجوزيّة الصفراء في الوكالات الثقافيّة.

ما جئنا وتوافقنا في رسالتنا الفكريّة الإنسانيّة هذه في اتحاد الكتاب اللبنانيين سوى لرش ما توفّر من ماء الزهر كي يستفيق الربيع وفراشاتِه من غيبوبته الوطنيّة الثقافيّة…نحن نسعى للأجمل والأفضل والأشمل، وما ثروتنا سوى زبد من جيبة البحر…لكنّ الإيمان والسعي إلى الأفضل للنحن لا للأنا سيجذّر حقيقة مفاهيمنا وقيمنا الثقافيّة.

 

فلنخرج إلى جميع الكتّاب ممتلئين من ينابيعهم وملتزمين بكلّ القضايا البشريّة وإن كانت هذه القضايا خارج الكتابة غير داخلها…والزمن كفيلٌ في الحذف والتنقيح والتنخيل فـ”إسوارة العروس هي دائمًا مشغولة بالذهب”.

أحبّتي

أختم كلمتي بحوار شائق أجراه اسكندر داغر مع الكبير الراحل جوزيف حرب ونقله إلينا الأب ميخائيل قنبر في كتابه “سمفونيّة فصول” الصادر عن دار البنان هذا العام:

هل تعرف الشاعر فلان ؟ أليس صديقًا لك!

لا أعرفه…التقيتُ به بتحيّة عابرة. شعراء كثيرون لا أعرفهم. أفضّل أن أقرأ نصوصهم وفيها ما هو رائع أفضل لي من أن أعرفهم شخصيًّا.

سأله داغر مستغربًا: لكن وجودك كرئيس لاتحاد الكتاب اللبنانييّن يفرض عليك أن تعرفهم جميعًا؟

جاوبه الكبير جوزيف حرب: عندما وصلتُ إلى رئاسة الاتحاد قدّم الغالبيّة منهم استقالته.

 

على أمل أن نحب بعضنا البعض من أجل نبض الإنسان الذي يسكن أقلامنا، من أجل أدب عربي عالمي…وإن زادت ثورة التواصل فقد تباعدت المسافات بين أصحاب العقول الكبيرة…فإحدى مهماتِنا هي تقليص تلك المسافات ورتق بعض الثقوب.

شكرا منتدى شواطئ الأدب. وإلى ممالك من الخبز والورد معكم، بيراعاتكم ومحابركم وبراءة قلوبكم ونضج معارفكم.

اترك رد