الشاعر د. جميل الدويهي: خْيالَين صِرنا

 

 

(إلى مريم)

 

ما بيَعْرفو الجِيران كِيف تْغَرّبو

طْيور المَسا، وبالكاد منّا قَرَّبو…

والريح عَم بتْنتّف تْياب الزمَان…

وعَا دَيْن خِيّاطِين ما بيتْقطّبو!

تا نِفْهَم المكتوب بَدْنا ترجمان

انْمَحيُو الأسامي… والمعَاني كَذّبو

ترْكو لنا عالباب زَهر البَيلسان

وحِيطان ضِجْرو من الغياب وحَرْدبو…

بتْذكّر شفافِك بلون الأرجُوان

لكنْ إذا استحلَيت، دِغْري بْيِعْتبُو!

والرمش متل السيف ما عنْدو أمان

وبتِسألينا: ليش عم تتْعذّبو؟

يا ريْتْنا ما تْغيّر علينا المَكان

ولا البحْر فينا ضاع هُوّي ومَرْكَبو!

ييخْطُر عَ بالي كيف كنّا، وكيف كان

هاك القَمَر عالقَنطَره، وشو غَيّبو؟

لهَونيك حتّى تِرْجعي… فات الأوان

خْيالَيْن صِرنا، والهَجْر ما أصعَبو!

بَيت اللِّنا حَدّ الوعْر والسنْديان

مَشغول فِكْرو… وَين راحُو هالزغَار

الهِرْبو سَوا من المَدرسِه تا يِلْعَبو؟

 

***

 

*من مجموعة “يا بحر شو اللي زعّلك منّا؟”

تُقدّم هديّة في احتفاليّة الأدب الراقي السابعة في سيدني.

*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي

النهضة الاغترابية الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد