لقاء حول رواية أنطوان ضاهر VENT DU NORD في الصالون الثقافي – القبيات

 

نظم الصالون الثقافي في القبيات وبالتعاون مع دار النهار للنشر، لقاء حواريا حاشدا حول رواية رئيس مجلس البيئة-القبيات  الدكتور أنطوان ضاهر “Vent du nord- ريح الشمال”، في إطار فعاليات معرض الكتاب 2024، ضمن مبادرة “لبنان يقرأ”، حاوررته فيه المخرجة ماري روز أسطا، بقالب سؤال وجواب على شكل مقابلة حية مباشرة، تفاعل معها الحضور الذين شاركوا وناقشوا.

بداية كانت كلمة للمخرجة أسطا عرفت فيها بالرواية، الطبيب الذي عاش كل حياته ما بين الكتب والمرضى إلى أن اكتشف إصابته بمرض عضال لا شفاء منه، فيقرر أن يترك كل شيء ويأخذ عصاه ويغادر عالمه إلى الطبيعة، مشيا على الأقدام حتى الرمق الأخير. وهنا تبدأ حياته التي لم يعشها سابقا.

وعن اختيار اللغة الفرنسية لكتابة هذه الرواية التي تدور أحداثها في القبيات وفي جبال عكار والشمال، قال الدكتور ضاهر بأن ذلك “يعود إلى أن القصة تتناول في كثير من المحطات ذكريات طفولة لها علاقة مباشرة مع استاذ اللغة الفرنسية في الصفوف الابتدائية، وأيضا مع كل ذلك القاموس الطبي وكل تلك المفردات التي يتكلم بها الأطباء والتي تعلموها في حينه باللغة الفرنسية. وجاء الكاتب يبسطها ويضعها في متناول الناس. كما وأن الكاتب أحب أن يقرأ أولاده الرواية التي تعج بذكريات كانوا هم في صلبها، وهم يعيشون في باريس ويقرأون  العربية بصعوبة”.

وأضاف ضاهر: “السبب الآخر هو أن نغني الفرنسية بمصطلحات ومفردات وأسماء أماكن ومأكولات وأعشاب وأشجار وأزهار وطرق عيش من تراثنا اللبناني ومن طبيعتنا، ليشعر الذي لا يعرف جبال لبنان بأنه سافر إلى عوالم جديدة، ويشعر اللبناني بأنه يقرأ بالفرنسية اللبنانية”.

وتابع: “لماذا ريح الشمال؟، لأنها الريح التي تأتي ناشفة وعاصفة ترمز إلى النفضة التي تزيل الغبار والرطوبة من البيوت والطبيعة وكأنها تكنس النفوس من كل تلك الرواسب. السبب الآخر هو أن ليا، ابنته، كانت وهي صغيرة تطلق عليه هذا الاسم.”

وسألته أسطا عن الشخصيات في الرواية إذا كانت كلها من نسج الخيال؟” أجاب الكاتب بأنها “تعود لناس حقيقيين عايشهم، منهم من ترك لهم الكاتب اسمهم الحقيقي وهم معروفون في القبيات ومنهم من ألبسهم اسما جديدا”.

وتابعت المخرجة أسطا تسأل عن ذلك الخط الرفيع في الرواية الذي بالكاد يستطيع أن يفصل الحياة عن نهايتها، عن الموت؟، أجابها بأن “الموت هو في صلب الحياة والتجدد، كما في الطبيعة حيث كل بوم تموت نبتة لتظهر أخرى. في حياتنا نحن البشر، نصرف العمر لاهثين وراء الكسب وراكضبن نحو النهاية التي تنتظرنا ونحن بعد لم نحيا حقيقة. بينما في الطبيعة، كل المخلوقات تحيا ولا تصرف حياتها في السعي إلى تحصيل مراتب أو مكاسب واهية”.

وأضافت: “هل أن الكاتب حقق في هذه الرواية متخيلاته وأوهامه التي لم يعشها في حياته؟”، قال أن “الكتابة مسرح عظيم يسمح لمن يأخذ القلم بأن يعيش عوالم متعددة ويتقمص شخصيات تقوم بما لم يستطع هو القيام به في حياته الحقيقية. وهنا عظمة وسحر الكتابة وخاصة كتابة الرواية التي هي من أهم المجالات الأدبية والفنية التي تسمح بتقمص عوالم وشخصيات وأجواء”.

وسألته: “ماذا عن السياسة العامة التي ترافق وتوكب الرواية من دون أن يكون للشخصيات دور أساسي فيها أو انتماء سياسي واضح، بالرغم من شعور القارئ بميل الشخصيات إلى جو ما، لكن هذا الجو يبقى مبهما. ؟ يجيب الكاتب بأن “السياسة هي من ناتج المدينة وحياتها. عندما نعيش في بناية هناك حاجة إلى لجنة للبناية لتنظيم الحياة المشتركة في البناية. وهنا تبدأ السياسة. إذا توسعنا إلى الحباة المدينية، تصبح الأحزاب والأفكار السياسية مكاناً لا مفر منه. عندما نترك المدينة والعالم المديني إلى الغابة، كما فعل الكساندر بطل الرواية، تزول السباسة إذ تنتفي مسببات وجودها. في الطبيعة تسير الامور بنظام دقيق وهو نظام الطبيعة ولا حاجة لأحزاب ونظم أخرى تسوس حياة المخلوقات الطبيعية البرّية. هل سمعتم يوماً عن ابن آوى شيوعي أو عن بلبل وطني حر”.

ويعود الكاتب ليشرح أن مشاكل الانسان ابتدأت يوم خرج من الطبيعة واستقر في مجمعات سكنية فكان لا بد له من العمل السياسي والتعلم ليمتهن مهنة ما ليستطيع أن يأكل ويعيش، بينما كل هذه المصاعب والأمور القاسية ليست موجودة عند الكائنات التي بقيت في الطبيعة.

وفي الختام، وقع ضاهر كتابه “VENT DU NORD” لجميع الحاضرين، ونقاش استمر طويلا.

اترك رد