جميل الدويهي: إذا بترْجعي (النوع الرابع – شروقي)

 

 

يُعتبر الشروقي من أصعب أوزان الشعر العامّي، وأطولها نغماً، يعادله وزن البسيط في الشعر الفصيح “مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن”. ويرى العديد من الدارسين أنّ الشروقي ليس من الزجل، بل هو فرع منفصل عنه، ولكنْ أُلحِق به بسبب تقاربه مع الزجل.

وأعرف شعراء عامّيّين كثيرين لا ينظمون الشروقي، لأنّهم لا يحسنون مجاراته والنظم عليه، كما يتهرّبون منه لعدم معرفتهم لوزنه. وعلى الرغم من غزارة إنتاجهم، فلم تُذكر لهم قصيدة شروقي واحدة.

وجاءت كلمة شروقي من الشرق، ويُروى أنّ شاعراً قديماً هجره أهل حبيبته، فنظر إلى جهة الشرق، وغنّى هذا النوع من الشعر ، فقيل: غنّى “شروقي”.

***

يا عَين شو اللي جَرى؟ ما لقيْت فيكِي مَيّْ

عبّيتْ جَرِّة عَطش قبل المَسا بشْوَي

ولمّا رحتْ إشْتكي غَلَّط معي القاضي

جُمعَه حبَسْني أنا، وما قال عَنِّي: خْطَيّْ

لا تخَشخْشي بالأساوِر، ما بَقا فاضي

تا ضَلّ غَنّي لِكي بين الشمْس والفَيّْ

طارو صُورنا بهَوا تِشرين عالفاضي

مِن هَيك صَعبِه الدِّني، وما بْقُول كلمِة خَيّْ.

وحْياة عَيني… لِكي عا كلّ شِي ماضي

والحظّ عنّد معي، وما حَنّ مَرّه عْلَيّْ؟

عن خَصرِك المِن حَرير ورمشِك المَاضي

بسْأل عشايِر بَدو، وبِطْوي المَسافِه طَيّ

يا شَرّْفِي عالوَعْد، تا صالح وراضي

يمّا اشرحي شو السبَب تا صِرتْ مَيِّت حَيّْ!

لعِندي إذا بترْجعي بْشطّب على المَاضي

وبْجيب طَبْل وزمْر تا يِدبْكو بالحَيّْ.

***

*جميل الدويهي: مشروع “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي

النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.

اترك رد