استهل “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU سلسلة لقاءَاته هذه السنة بندوة مع الباحث اللبناني إِدي شويري حول عشرات البطاقات البريدية القديمة من مطلع القرن العشرين في موضوع “مناظر من التراث اللبناني بعَدَسَة الإِخوة سارافيان بين 1900 و 1930”.
عبدالله
افتتح اللقاءَ رئيسُ الجامعة الدكتور شوقي عبدالله بكلمة جاء فيها: “يُسعدُني أَن تكونَ وَقْفتي العامةُ الأُولى لهذا العام الجديد، كرئيسٍ للجامعة، مناسبةً لأَفتتح نشاط “مركز التراث اللبناني” الذي يُكْمل هذا الشهر عامَه الثاني والعشرين في حَرَم الجامعة، وفي خدمة التراث والفكر والثقافة مُسَجِّلًا في ذاكرة لبنان الإِبداعي محطاتٍ راسخةً للوجدان الثقافي في لبنان، كي تبقى للأَجيالِ المقبلة خميرةً تَهدي الطريق إِلى مستقبل لبنان”.
وأَضاف: “من خطابٍ لي قبْل سنوات، وكنتُ لا أَزال في أَميركا، قلتُ في إِحدى الجامعات الأَميركية إِنَّ دَوَر الجامعة ليس أَن تَبْني المستقبلَ بل أَنْ تُضِيْءَ الطريقَ على كيفيَّةِ بناءِ المستقبل. وهو هذا ما تفعلُهُ جامعتُنا منذ تأْسيسها قبل مئة عام، وهذا ما سعى إِليه دومًا “مركزُ التراث اللبناني” في جامعتِنا بنشاطه الدَورِيِّ، وما زالت وَرشُتُهُ تَستمرُّ من أَجل تأْديةِ الرسالة التي عَهَدَتْ بها إِليه الجامعة، وهو يُؤَمِّنُها ويُتَمِّمُها بدون تَوَقُّف”.
وخَتَم: “أَتمنَّى لكم دورةً جديدةً من أَنشطة “المركز”، وأَن تُتابعوا سائرَ نشاطاته لهذا العام الجامعي 2025، يقدِّم لنا زادًا غنيًّا من تراثِ لبنانِ الفكرِ والتاريخِ والحضارة، وهو هذا وجهُ لبنانَ الحقيقي، الوجهُ الذي لا تَغيبُ شَمسُه مهما تكثَّفَت حولها الغُيُوم السُود. هكذا تاريخُ لبنان: باقٍ أَبدًا شامخَ الجبينِ على صورة الأَرزة الخالدة في عَلَمِه الخالد. وهذه هي رسالةُ جامعتنا”.
زغيب: أربع مناسبات
بعده عرض مدير المركز الشاعر هنري زغيب أَنَّ هذا اللقاء يصادف 4 مناسبات: ذكرى تأْسيس “المركز” (13 كانون الثاني 2002)، ذكرى غياب منصور الرحباني (13 كانون الثاني 2009)، حضور رئيس الجامعة الجديد الدكتور شوقي عبدالله، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية العماد جوزف عون وتكليف رئيس جديد للحكومة الدكتور نواف سلام.
شويري: 50 بطاقة بريدية
ثم قدم الباحث إِدي شويري عرضًا مفصَّلًا لخمسين بطاقة بريدية التقطها الإِخوة سارافيان في مناطق لبنانية مختلفة بين سنة 1900 وسنة 1930، تراوحت مواضيعُها التراثية بين تقاليد زراعية وأَسواق بيروت وكَبْس الزيتون وجرْش البرغل وتجفيف التين وتشميس القمح وفنون الموقدة ومناظر البحر والصيادين وأَزياء الناس ورجال الدين والعسكر وعادات الضيعة وهندسة البيت اللبناني وتطوُّر القُرى والبلدات والـمُدن عبر السنوات وصُوَر أُخرى كثيرة لوُجوه وأَشخاص ومعالِم من لبنان مع مطلع القرن العشرين.
وفي ختام اللقاء أَعلن مدير “المركز” عن الموعد المقبل في 3 شباط مع الرسامة ساندرا صهيون وحكاياتها مع أَرز لبنان، وبعده في 17 آذار موعد ندوة خاصة بمئوية منصور الرحباني (1925-2025).