جميل الدويهي: في بلادنا الأحزانُ

 

 

لا يعرفُ البحّارُ

ماذا في حقيبةِ الغيابْ…

وهل يعودُ الهاربونَ

في مراكب الرياح والضبابْ؟

في الشرقِ وحدَه

يودّع المغامرونَ أهلَهم

ويتركونَ خبزاً يابساً

على موائد الذبابْ…

في الشرقِ وحدَه

يصيرُ البحرُ قبراً

للذين يخرجونَ من بيوتِهم

إلى مرافئِ العَذابْ.

***

لم يخطئِ المهرّبونَ في الحسابْ…

فمِن هنا شراعٌ ذاهبٌ

ويجهلُ المسافرونَ

موعدَ الإيابْ…

ومن هنا تفرَّقَ العشّاقُ مرّةً

وغادَروا…

ولم يصلْ إلى بريدِنا

من بعدِهم جوابْ.

***

غريبةٌ مدينتي عن ذاتها…

وناسُها محاصرونَ

جائعونَ…

ليس عندهم سوى إناءٍ فارغٍ

وطفلةٍ تبْكي وراءَ بابْ…

تمزّقت ثيابُها في العيدِ

والدموعُ في بلادِنا ثِيابْ…

وفي بلادِنا الأحزانُ

قصّة طويلةٌ… طويلةٌ

لا تنتهي في آخر الكتابْ…

والليل كاهنٌ

يسير في جنازةِ الموتى…

ويُلقي من سوادِه

حِبراً على القِباب.

***

*جميل الدويهي: مشروع “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع

اترك رد