عيد الانتقال… عيد السماء والأرض معًا

      

“طوبى للتي آمنت، لأنّه سيتمّ ما قيل لها من قِبَل الربّ” (لو 1: 45). “إنّ عقيدة انتقال العذراء مريم مرتبطة بعقيدة عصمتها من دنس الخطيئة الأصليّة وأيضًا عقيدة بتوليتها الدائمة”.

مريم العذراء هي أمّ المخلّص، أي السيّد المسيح، وأيضًا هي والدة الإله، الدائمة بتوليتها والكليّة القداسة والبريئة من كلّ خطيئة ودنس وعيب (مجمع أفسس).

نعم، مريم ابنة الناصرة، أصبحت أمّ البشريّة (حوّاء الجديدة)، التي كلّها إيمان وطاعةً للهّ. إنّها تشفع بالبشر لدى ابنها المخلّص يسوع المسيح.

نتذكّر جيلٌ بعد جيل، دور مريم العذراء، في مشروع الله الخلاصيّ للبشريّة. إنّها شريكة في الفداء، فهي أمّ الفادي.

عيد انتقال العذراء مريم، هو عيد السماء والأرض معًا، إذ بانتقالها من الأرض نحو السماء، تحقّقت معها إمكانيّة دخول سكّان الأرض إلى السماء، لهذا فرحت الأرض بهذا الإنجاز والحقيقة، كما فرحت السماء باستقبال أمّ البشريّة في السماء.

نعم، إنّه العيد الذي أكّد لنا، إمكانيّة الدخول إلى عالم الله، لأنّ قيامة المسيح، أعطت هذا الامتياز “ونترجى قيامة الموتى والحياة الأبديّة”.

أصغت مريم إلى كلام الله، فحصلت على الخلاص. أتُرانا نُصغي نحن إلى كلام الله ونعمل به؟ هل نتمّم مشيئة الله كي نحصل على الخلاص؟ “إنّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بمَن أرسلني له الحياة الأبديّة ولا يصير إلى دينونة، لكنّه قد انتقل من الموت إلى الحياة”. أعطانا الله القدرة لنصير مثله، آلهة “وحّدت يا ربّ لاهوتكَ بناسوتنا، وناسوتنا بلاهوتكَ، حياتكَ بموتنا، وموتنا بحياتكَ، أخذتَ ما لنا ووهبتنا ما لكَ، لتحييَنا وتخلّصنا”. هل نستحقّ هذا الانتقال والارتفاع والتكليل؟ هل نحن على استعداد للحصول على الفردوس؟ أم نبقى خارج فكر الله وعمله؟

ليكن تكريم العذراء، دافعًا لنا للانتقال إلى العلو، نحو السماء، التي وُعدنا بها، ونعمل من أجلها.

ليكن انتقالها نحو السماء، عيدًا في الأرض، التي قدّسها الربّ يسوع، وكرّم أمّه التي لم تعتبر يومًا الأرض وطنها الدائم، بل كانت ترفع دومًا عيناها وتنظر إلى السماء حيث مسكنها الأبديّ.

ساعدينا يا مريم، لنجعل من الأرض واحة صلاة وعمل خير، لكي يحقّ لنا الدخول إلى وطنك السماويّ، حيث مجد الله السماويّ.

ساعدينا يا مريم، لكي نبني علاقة حبّ وإيمان ورجاء، مع ابنك، لكي تبقى تلك العلاقة دائمة ومتجدّدة أبديًّا معه “فمَن يفصلنا عن محبّة المسيح؟ أشدّة، أم ضيق أم اضطهاد…؟” (رو 8: 35).

تعلّمنا العذراء مريم الثقة بالمخلّص… فعيد انتقالها هو عيد الرجاء بالحياة، كما هو عيد السماء والأرض معًا.

زِدنا إيمانًا أيّها الربّ يسوع، وأعطنا القدرة على حريّة الإيمان، والطاعة الكاملة لكَ، بتقديم ذاتنا لكَ، كما فعلت أمّك الطاهرة، والقدّيسة، التي تشفع لنا لديك.

لننتقل من الإيمان التقليديّ إلى الإيمان الشخصيّ لنعمل على إصلاح الذات من الداخل، لكي نحصل على الشفاء، فنزداد توبةً لكي تتمّ المعجزة.

 

  

 

اترك رد