… ولا أزال أبتكر الأحلام! (رسائل مهرَّبة) 19

لن أُجيبَ عن التَّساؤل! لئلّا تكون الإجابةٍ نهاية. كلُّ نهايةٍ تقتل، فينا، الخيال! وهو، لنا، عالَمٌ تِلْوَ عالَمٍ تِلْوَ عَوالِم! عوالِم منوَّعة الأحجام، الأشكال، الألوان، الإيحاءات. ما يُثري المَرْءَ، ويُخصِب قِواه، فتتفتّح على الجديد، غنيًّا، مؤثِّرًا، موحِيًا.

ألتَّساؤلُ يُتيحُ التّفكيرَ التَّأويلَ الأحلامَ. فماذا يُفيدُني الجواب!؟ إنّه يُقفِلُ نوافّذَ تُطِلُّ على المجهول الجميل! كلُّ مجهولٍ جميلٌ إلى أن يُكشفَ عنه السّتْرُ. متى كُشِفَ السّترُ، دالتْ جمهوريّةُ الكَشْفِ، وانطفأت أحلامُ المقهورين، ويبست ينابيعُها.
لن أتحدّث إلّا عن العشّاق المقهورين! وليس كلُّ عاشقٍ مقهورًا!

ألعاشقُ المقهورُ هو المُستَخَفُّ به قامةً وقيمةً، مَن لا تُستَجابُ حاجاتُه العُلْويّةُ، لا المادّيّة. كلُّ مادّيّ فانٍ. إذًا، لا يُقاسُ عليه، ولا يُعتَدُّ به.

لن أُجيبَ، قلتُ، مع أنّني أرغب في جَوابٍ، منكِ، أجوبة. لديّ كمٌّ كثيرٌ من التَّساؤلات الأسئلة الشّكوك الحَيرة التَخَوُّف… تٌقلِقُني، تُرْبِكُني، تُحيلُني إنسانًا مقهورًا دائمًا، منطويًا دائمًا، دائمَ الاكتئاب.

ألا تشعرين؟ ألا تنتبهين؟ أم أنتِ تتجاهلين؟

كيف تريدينَ أن يَنموَ حبٌّ لا يُغَذّى بحوارٍ، شفويّ أو هاتفيّ أو كتابيّ؟ ولا بلقاء!؟

صريحًا سأكون: بتُّ أحيا (وأنتِ؟) خطرَ النِّسيان، فالانهيار!

ماذا عليكِ أن تفعلي!؟ كيف عليكِ أن تتصرّفي!؟

هل اتّخذتِ القَرار!؟

 

اترك رد