عِيدُ_الأُم في منطقِ العَسْكَر

        

رُتْبَتُهُ أَنَّهُ ( إِبْنُ أُمّ )…!

في خلالِ الحربِ العالميَّةِ الثانيةِ، أصدرَ الحُكْمُ النازي في ألمانيا بلاغاً أَلْزَمَ بِهِ الشبابَ إبتداءً من السادسة عشرة من العمر، الإلتحاقَ بالثكْناتِ ومقرّاتِ الدولةِ والجيشِ لتنفيذِ الخدمةِ العسكرية…كواجِبٍ وطنيٍ..!

ذاتَ ليلَةٍ وكانَ الزمنُ بدايةَ الربيعِ ، و#عيدُ_ألأُمِّ إقَتربَ، طلبَ أحدُ المُجَنَّدينَ الأغرارَ (مأذونيَّةً)، لقضاءِ يوم عطلةٍ قَريباً مَنْ أُمِّهِ التي حَنَّ إليها عَنْ بُعْدٍ و تمنّى رؤيتها ومعانقتها بعدَ شهورٍ مِنَ غِيابِهِ عَنْ دِفْءِ العَيْلَةِ…

ولمَّا وصلَ الى محطَّةِ سكَّةِ الحديدِ ، هرْوَلَ مُسْرعاً الى شبّاكِ التذاكرِ وقال للموظَّفةِ التي تهتمُّ بالحجوزاتِ: يا سيدتي أريدُ حجزَ مقعدٍ الى ( شتوتغَرْت) الآن ، لأنَّني مُضْطَرٌ أنْ أصِلَ الى منزلي بأسرعِ وَقْت)..!

تعَجَّبَتِ الموظفّةُ ورفعَتْ حاجبَيْها تأسُّفاً، و نبَّهَتْهُ الى أنَّ عَلَيْهِ إحترامَ النظام و أَنْ يَنتظِرَ دَورَه…وأشارَتْ بطرَفِ عَيْنها الى جنرالٍ يجلسُ على المقعدِ مُنْتظِراً دورَهُ الذي سبقَ أنْ حجزه منذُ ساعات، وهو جنرالٌ أركان حرب ولا يُمْكِنُ أنْ أُقَدِّمَكَ عليه…!

ولكنَّ المُجَنَّدَ الفتى أصَرَّ وأَلَّحَ وترَجَّى وَقَالَ : “الليلةَ أريدُ أنْ أرى أُمِّي وأُعانِقها”..!

عندها إِلْتفتَ الجنرالُ الى قاطعةِ التذاكرِ وَقَالَ لها :” يا سيّدتي أرجو أنْ تعطي هذا الشابَ المقعدَ الذي حجزْته “.. وَإِذْ تَعَجَّبَتِ السيّدة من كلام الجنرال، قالت له : ” يا سيّدي أنتَ جنرالُ حرب ، وهو جنديٌ شاب ويمكنه إنتظارَ الرِحلةِ التالية عند الصباح ..”!!!

لكنَّ القائِدَ شكرها وقال لها ، أطلبُ مِنكِ إحترامَ رغبتهِ و رُتْبتِهِ…رُتْبتُهُ أنَّهُ ( إِبْنُ أُمّ)..!

و لقاءُ الأُمِ ، أهمُّ من إنتصاراتِ الميدان …!

(( سْيِّدي الجنرال…كَم أنَّكَ إِبْنُ أُمّ..!!))

اترك رد