“الشاعر والزجّال … والشعر بينهما” لحبيب يونس ومارون أبو شقرا

 zawayamicheline-maraim-tv

ميشلين حبيب

(أديبة- لبنان)

حبيب يونس

في شعره عاطفة تبكيك وحنين يكويك وجمال يرويك وثقافة تغنيك ووطنية تبقيك هون. هو شاعر وأكاديمي وصحافيّ ومثقف لبناني. عندما تبدأُ الكلام معه تشعر كأنك أبحرت في رحلة ثقافية شعرية لغوية لا تنتهي فوق مياه بحر من اللباقة والمحبة والذوق والثقافة العالية.

تحبه اللغة العربية وتثق به فهو أفضل من يعرفها ويحترمها ويحبها ويفهمها ويعرف آفاقها وقواعدها ولا يظلُمها. (فالشعب الذي بلا طموح منازله مبنية من الأفعال الماضية والشعب الطموح يبني غده بالأحلام والأفعال المضارعة، من ديوان مبتدأ جاء خبره). ولذلك (ما بتزعل أبداً) عندما ينظم قصائده بالمحكية التي ترتاح على صَدر شعره وقصائده. غنّى من قصائده مطربون ومطرباتٌ كبار بألحان كبيرة مثل وطنيته وشعريته التي بفضلهما راح يبقى هون، الشاعر حبيب يونس.

habib-younes

الشاعر حبيب يونس

مارون أبو شقرا

مثقف كبير له أذنٌ موسيقية مخيفة. يتذوّق الموسيقى وتتذوقه هي في شعره. في مِشيته قصيدة، فلا يسعك القول إلا أنه شاعر (كلّو) شعر.

عندما يكتب الغزل تشعر كل سيدة أن القصيدة تخصها وحدها؛ لهذه الدرجة هو متصلٌّ بقصيدته وهي متصلّة بهْ، ولهذه الدرجة يلُّفُ الدفء قصيدته وحروفها وكلماتها. هو ذكي ينسجُ وينحتُ ويسكب قصيدة في شعرٍ عندما نسمعه يثورُ الجمالُ بداخلنا ويبتهج ويتهللّ، يسكَرُ ويُسكِرُنا معه. نرتشف منه ولا نرتوي، نسْكرُ فلا نفقد وعينا بل يستيقظ وعي الجمال فينا. شِعرُه بالمحكية مملوءٌ قيمةً من أدب وشعر وجمال. فغطّى المحكيّ على الفصحى وامتلأت اللغة مع شعر مارون أبو شقرا.

guilaf-shiir

هذان الشاعران وضعا كتابًا هو دراسة موضوعية تحليلية علمية مكثّفة واعية ذكية وقوية تستند إلى البراهين وتعطي كل نوع حقه مع الابتعاد عن الغرق في العاطفة التي لا تخدم في أحيانٍ كثيرة وإنما تُعمي. هي تاريخية لما استندت فيه إلى براهين ودراسات وأبحاث ووثائق. ميزتها أنها صريحة مباشرة متينة تذهب مباشرة إلى الخلاصة. هي كتاب: الشاعر والزجّال … والشعر بينهما.

maroun-abou-chacra

الشاعر مارون أبو شقرا

وأقتبس من الكتاب: غاية الدراسة ليست عملية مفاضلة بين فنين ولا هي مفاضلة بين الشاعر والزجّال، فالشعراء مستوياتٌ والزجّالون مستوياتٌ أيضًا …

غاية الدراسة هي إظهار الفرق بين ما هو شعر وما هو زجل إذ أن التعريفات القديمة سمحت بالخلط الكبير … فللزجل مكانته في تاريخنا وذاكرتنا وفيه من القصائد ما يَخْلُد، وهو طقس من طقوس مجتمعنا الجميلة، تختصره المسايفة بالكلمة على ما قال الكبير سعيد عقل، على المنبر. وللشعر المحكيّ المولود من رحْم الزجل مكانةٌ مماثلة أيضًا يتسعُ حضورها يومًا بعد يوم، لكنه ليس طقسًا، بل ما هو إلّا تحليق بجناحين من حبر في فضاء الإبداع، يأخذك إلى مطارح في الجمال لم يطأها بعد قلم أو خيال. وللشاعر حبيب يونس رجاء في مقدمة الكتاب ….. إلى دراسة الشاعر مارون أبو شقرا المؤلفة من تسعة أبواب، أنها قد تكون مادةً لنقاش، راجيًا ممن سيخوضونه أن يرتقوا به إلى مصاف العلم لا العاطفة أو التحيّز أو التشبث.

ويكمل متمنيًّا بالقول: هذا كتابنا … نشاءُه يُقرأُ بعين مُحبّة … فأول الحب لا تلمحه إلا في رفة الهَدْب. وأقول: الليلة نتمنى أن تسمعوا وتشاهدوا المناقشة بأذن وعين مُحبّة فالفكر المنفتح لا تلمحه إلّا في النفس المُحبّة المتواضعة الراقية.

zawaya-1

****

(*) مقدمة   حلقة  الخميس 13 أكتوبر  2016 من  “زوايا” (في موسمه الثاني)،  وهو برنامج ثقافي أسبوعي  يعرض على شاشة  Mariam TV  من إعداد وتقديم ميشلين حبيب، استضافت خلالها الشاعرين  حبيب يونس ومارون أبو شقرا لمناسبة صدور كتابهما “الشاعر والزجّال … والشعر بينهما”

اترك رد