ضـباب

الشاعرة نهاد حايك

nouhad hayek

يَحِلُّ الشفَقُ على نيويورك،

فيتساقطُ على القلبِ ليلٌ شاسعٌ

وتَرتـجفُ الذاكرة…

 

كأنَّني هَجرَتْـني بلادي.

يَـبزُغُ الفجرُ في نيويورك،

فيزورُ البالَ حلمٌ ضائعٌ

وتَنـتفِضُ الذاكرة…

أين أنا؟

 

كأنَّـني حَلُـمَتْ بي بلادي.

 

أَشُقُّ الأرصفةَ كجَدْوَلٍ يبحثُ عن نبعِه

عَـبْـرَ مُنـعَرجاتٍ حالِكة،

وأَهيمُ في عالَـمٍ يـمتدُّ كمرآةٍ

حافلةٍ بما لا يُلمَسُ…

 

كأنَّـني أضاعَـتْني بلادي.

أَبحثُ على الوجوهِ

عن علامةٍ،

وأُخفي نارًا اسمُها وطنٌ،

أو جرحٌ مفتوحْ،

سؤالٌ مُشَــرَّدٌ في صحراءِ الروحْ…

 nouhad

كأنَّـني لا شِفاءَ لي مِن بلادي.

 

يَمضي العمرُ في نيويورك،

وأنا أُلَـمْلِـمُ أبجديةً مُـبَعْـثرةً،

وأَزدادُ غموضًا…

مَن أنا؟

 

كأنَّني بَـدَّدَتْـني بلادي.

 

أَسْحَبُ ذكرياتٍ شاردةً،

أَشُقُّ اليَـمَّ إلى الأُفُــق،

فَلا أَجِدُ سوى شمسٍ أبعدَ بَعْد،

دُونَها كَثيفُ السَحَاب…

 

كأنَّـني نَسِيَـتْني بلادي.

 

شِراعي مُرتَجِفٌ،

لا تُدركُهُ الرياحُ المؤاتِيَة.

كَمْ من الشِعر يَلْزَمُني

لأَمْـخُرَ هذا الضباب؟

newyork

*****

اترك رد

%d